أثار الصاروخ البالستي -الذي أطلقته كوريا الشمالية منذ يومين، وحلق فوق اليابان- غضب عالمياً، وإدانة دولية، ودعت الولايات المتحدة أمس إلى «تحرك دولي منسق» ضد بيونج يانج، واعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن البحث عن حل سياسي مع نظام بيونج يانج محكوم عليه بالفشل، وأكد زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، أن الصاروخ، ليس سوى البداية. الموقع تلعب الجغرافيا غالباً عاملاً هاماً جداً في الصراعات الجيوسياسية، يشكل الأرخبيل الياباني سلسلة طويلة قبالة ساحل شمال آسيا، لذلك، فإن أي دولة في المنطقة ترغب في إطلاق صاروخ متوسط، أو طويل المدى باتجاه المحيط الهادئ يجب أن يمر فوق ذلك الأرخبيل. وعبر الصاروخ الكوري مسافة نحو 2700 كم من مكان انطلاقه، قبل أن يسقط في المحيط الهادئ، على بعد نحو 1200 كم قبالة جزيرة هوكايدو شمال اليابان. وهددت بيونج يانج منذ أسابيع بإطلاق صواريخ باتجاه جزيرة غوام الأميركية في المحيط الهادئ، وربما اختارت إطلاق هذا الصاروخ لتذكير واشنطن أن لديها القدرات على تنفيذ تهديدها. وبيونج يانج بإطلاقها الصاروخ، تكون قد أزعجت أحد حلفاء الولايات المتحدة، اليابان التي تستضيف قواعد عسكرية أميركية، وعشرات آلاف الجنود الأميركيين، وأظهرت لها أن لديها القوة لضرب غوام إذا أرادت. استنفدت اليابان معظم خياراتها الدبلوماسية، فقد دانت معظم دول العالم برنامجي الصواريخ البالستية، والأسلحة النووية في كوريا الشمالية، ومثل الولايات المتحدة فرضت اليابان عقوبات على بيونج يانج، ووسعتها الأسبوع الماضي. وسيدعو رئيس الوزراء شينزو آبي إلى تشديد الضغوط على بيونج يانج -وربما فرض مزيد من العقوبات- عندما يحضر اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل، ويعتقد بعض الخبراء أن ذلك لن ينتج عنه أي تغيير كبير. وإطلاق الصاروخ يمنح اليابان سبباً لتعزيز نظامها، للدفاع الصاروخي، بما في ذلك اعتماد برنامج الدفاع الصاروخي الأرضي «إيغيس»، ليكمل نظامها الدفاعي البحري، ومن المرجح أن تزيد الدعوات كذلك لإنشاء نظام إنذار مبكر عبر الأقمار الاصطناعية. وقد يطلق ذلك النقاش حول إنشاء نظام ردع نووي ياباني، خاصة إذا أجرت بيونج يانج تجربة نووية جديدة. لكن هذه مسألة حساسة، نظراً لتاريخ اليابان، كالدولة الوحيدة في العالم التي تعرضت لهجوم بأسلحة نووية.;
مشاركة :