تمتلك المديرية العامة للدفاع المدني تاريخ طويل يمتد إلى أكثر من 50 عاماً في دعم أعمال التطوع والمتطوعين وذلك منذ بداية إشراكهم في العام 1387هـ وحتى يومنا هذا والدفاع المدني يقوم برعاية المتطوعين ويشركهم في برامجه وخاصة الموسمية واستقطابهم وفق منهجية عملية وعلمية، ودعمهم بتطوير مهاراتهم وقدراتهم من خلال إشراكه لهم في العديد من المهام حتى يومنا هذا، لتصبح المديرية العامة للدفاع المدني أحد أهم الجهات التي ترعى وتستقطب هؤلاء المتطوعون وتنمي مهاراتهم وتدعم برامجهم.وفي موسم حج هذا العام 1438هـ رفعت المديرية العامة للدفاع المدني من عدد المتطوعون المشاركين معها ليصبح عددهم 700 متطوع منهم 300 متطوعة في مختلف التخصصات الصحية.ونفذت المديرية العامة للدفاع المدني عدد من الدورات التأهيلية والتدريبية للمتطوعين والمتطوعات المشاركين بهدف إكسابهم العديد من المهارات كالإسعافات الأولية، والتعامل مع مصابي الإجهاد الحراري، وضربات الشمس والقدم السكري، وتقديم الخدمات الصحية والإسعافات الأولية إضافة إلى طرق الإخلاء والإنقاذ وغيرها من البرامج المعززة لقدرات وإمكانات المتطوعين في المشاعر المقدسة والمسجد الحرام والمسجد النبوي بالمدينة المنورة، وفق خطة دقيقة تحدد الأماكن الحرجة وأوقات الذروة تنسيقاً مع الجهات ذات العلاقة حيث تم تشكيل فريق عمل تنسيقي للعمل التطوعي بالحج يضم الجهات العاملة في المجال التطوعي كالهلال الأحمر والكشافة وجمعيات العمل التطوعي هذا وقد أوضح مدير شعبة المتطوعين بالحج العقيد مبارك ابن إبراهيم الخريف.وأضاف الخريف أن برنامج التطوع مع الدفاع المدني يمر بعدة مراحل، تبدأ بمرحلة الاستقطاب والتسجيل، ثم دورة لمدة أسبوع يتعلم فيها المتطوع المهارات الأساسية للإطفاء والإنقاذ والإخلاء والسلامة والإسعاف من قبل مدربين متخصصين، مبيناً أنه تم تجهيز مقرات جديدة هذا العام للمتطوعين في محطات القطار حتى يكونوا أقرب لمواقع الحدث المتوقع وتحقق الاستجابة لسريعة لأي حدث يستدعي تدخلهم، إضافة إلى مقر آخر في قوات الطوارئ الخاصة بالدفاع المدني ومقر الإسناد الإداري بدقم الوبر بمزدلفة.وأوضح العقيد مبارك أن فرق التطوع التي تشارك مع قوات الطوارئ الخاصة بالدفاع المدني يمتاز أفرادها بالقدرة على الغوص والإنقاذ الجبلي والصحراوي، حيث يتلقون عقب مباشرتهم في المشاعر دورة تدريبية لمدة يومين تهدف إلى الارتقاء بمستوى المتطوع سواء من الناحية المهارية أو السلوكية أو اللياقية.وأفاد العقيد مبارك إن الجهات المشاركة في برنامج التطوع لهذا العام هي الندوة العالمية للشباب الإسلامي والأكاديمية السعودية للتطوع الصحي (SMAV) وكلية الطب بجامعة أم القرى بالإضافة إلى المتطوعين الذين هم تحت مظلة مديرية الدفاع المدني المسجلين في نظام العمل التطوعي للدفاع المدني، مؤكدا أن استقطاب المتطوعين يتم خلال آلية يُعلن عنها وتكون طوال العام، وبالنسبة للحج يكون الاستقطاب من خلال وسائل الإعلام المختلفة من 15 شعبان وحتى 24 رمضان، كما تخصص أيقونة موجودة على موقع مديرية الدفاع المدني يتم الدخول لها وتسجيل جميع البيانات والرغبة والتخصص والمؤهلات، كل هذا يتم إلكترونياً على موقع المديرية العامة للدفاع المدني تليها عملية الفرز ثم بعد ذلك يتم إشعار المتطوع من خلال رسالة نصية عند اكتمال التسجيل، مشيراً إلى أن الفرز يكون حسب تخصص المتطوع.ولفت العقيد مبارك إلى أن عامة المتطوعين يخضعون لدورات في المهارات الأساسية لرجل الدفاع المدني وأيضاً في طرق التواصل المثلى مع الحجاج وجولات تعريفية بالمشاعر المقدسة، إضافة إلى أن حملة المؤهلات الصحية يتلقون دورات في مدينة الملك عبدالله الطبية ولديهم برنامج تدريبي مكثف في هذا المجال يتعلق معظمه بالإجهاد الحراري وضربات الشمس والقدم السكري وغيرها من الإصابات المحتملة التي يتعرض لها الحاج.من جانب أخر تحدث أحد مدربي المتطوعين استشاري طب وجراحة القدم والكاحل، عضو المجلس التعليمي في البرنامج الصحي التطوعي في الحج المنبثق عن الندوة العالمية للشباب الإسلامي، الدكتور خالد محمد إدريس، أن هذه السنة هي الـ11 التي يقدم يشارك فيها البرنامج مع الدفاع المدني في الأعمال التطوعية لخدمة حجاج بيت الله الحرام، مشيراً إلى أن تقديم دورات تطويرية للمتطوعين الصحيين خاصة في فرز الحجاج الذين لديهم مشاكل في القدمين، إذ تعد القدمان أكثر جزء يتضرر من جسم المريض.وقال إدريس: لدينا شباب وشابات يقدمون صورة مشرفة، في خدمة الحجيج، من خلال ما يقومون به من علاج وإسعافات أولية، والتعامل مع مصابي الإجهاد الحراري، منوهاً إلى أن عدد المتقدمين للتطوع كبير وهناك تهافت على التطوع، ونمو لثقافة التطوع لكن الطاقة الاستيعابية تحتم علينا قبول عدد محدود.إلى ذلك قال المتطوع عبدالعزيز محمد الدهيمي والذي يعد أحد أقدم المتطوعين المشاركين مع الدفاع المدني أتشرف بأن انضم إلى العمل التطوع في الحج مضيفاً تلقينا دورات تدريبية في مجالات الإسعاف والإنقاذ والإطفاء، وتكون ميدانية نظرية وتطبيقية.فيما قال قائد فريق سواعد جازان للتطوع والإنقاذ المتطوع حسن بن محمد جعفري: أسأل الله أن يوفقنا إلى كل ما فيه الخير لخدمة ضيوف الرحمن، وهذا شرف كبير لي في أول سنة أشارك فيها بموسم الحج، مضيفاً: تتنوع أعمال المتطوعين من إطفاء وإنقاذ، والإسعافات الأولية، وذلك من خلال التدريب والدورات التي تلقوها في الأيام الماضية.من جانبها قالت المتطوعة طالبة الطب في جامعة أم القرى روينه عزيز الرحمن: نحن أهل مكة تعودنا وتربينا على خدمة الحجاج، وهذا شرف لنا في هذا الزمان والمكان، لذا نحاول أن نقدم ما نستطيع من خدمات لضيوف الرحمن حتى ولو بالكلمة الطيبة، مضيفة أن هذه ثالث سنة تشارك فيها.ولفتت روينه إلى ازدياد عدد المتطوعات سنوياً مع الدفاع المدني ، مفيدة أنهن يتلقين عدداً من الدورات للتعامل مع حالات الحجاج، وخاصة من يعانون من ارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى قياس الضغط والسكر ونتأكد من أن الحج يحمل أدويته.وفي السياق نفسه أضافت طالبة الطب في جامعة أم القرى مريم يماني: إن التطوع من صميم رسالة الإسلام، وهو خدمة ورسالة عظيمة، ومن الجميل أن نتشرف بخدمة ضيوف الرحمن، وهو هدفنا ورسالتنا التي نتضامن عليها، وهذا أبسط شيء نقدمه للحاج، نأتي إليهم في مواقعهم الميدانية ونحاول تقديم الإسعافات اللازمة، والمساعدة في نقل الحالة الطارئة إلى المستشفيات، مقدمة شكرها للدفاع المدني على مساهمته ومشاركتها في خدمة ضيوف الرحمن، وأضافت أن الدفاع المدني ومدينة الملك عبدالله الطبية والبرنامج الصحي التطوعي بالحج والشراكات المساعدة أدى تضافر جهودها إلى إنجاح واستدامة هذا التطوع.
مشاركة :