تسببت الأمطار الغزيرة في انهيار مبنى مكون من خمسة طوابق اليوم الخميس في مومباي، العاصمة المالية الواقعة غربي الهند، ما أسفر عن مقتل 16 شخصا وربما دفن أكثر من اثني عشر آخرين تحت الأنقاض، حسبما قالت الشرطة. تمكن المنقذون والسكان ورجال الشرطة من انتشال 30 مصاباً من بين الأنقاض. لكن فقد أكثر من اثني عشر شخصا ويخشى من كونهم محاصرين أسفل كتلة ضخمة من الطين وألواح الخرسانة وعوارض الصلب الملتوية. كان المبنى واحداً من آلاف المباني في مومباي التي يعود تاريخ بنائها إلى أكثر من مائة عام، والتي أضعفت أساساتها نتيجة سنوات من الأمطار الموسمية الغزيرة. في الشهر الماضي، انهار مبنى آخر في ضاحية غاتكوبار بالمدينة، ما أسفر عن مقتل 17 شخصاً. حدثت مأساة اليوم الخميس في ممر مزدحم بمنطقة بهندي بازار جنوب مومباي في أعقاب أشد هطول للأمطار تشهده المدينة منذ اكثر من 15 عاماً. ونصحت السلطات سكان مبنى مجاور بإخلائه بعد أن لاحظوا به شقوقا في أعقاب الانهيار الذي وقع اليوم الخميس. وقال مسؤول بالشرطة متواجد بالموقع إنه لم يتضح بعد عدد الأشخاص المحاصرين في المبنى. وقال الضابط مانوج شارما “نطالب المواطنين بالتحقق مما إذا كان أفراد أسرهم في أمان أم لا واعطاء بيان لنا بذلك”. وقالت الشرطة إن تسع عائلات كانت تعيش في المبنى، كما توجد حضانة للأطفال في الطابق الأرضي من المبنى، لكن الانهيار حدث قبل وصول الأطفال الصغار إليه لبدء يومهم. وأمسكت أمينة الشيخ، التي تسكن بالقرب من المبنى المنهار، بقوة بيد حفيدها البالغ من العمر 4 أعوام وهما يشاهدان جهود الانقاذ من على مسافة آمنة. قالت أمنية وهي تشير إلى الأنقاض: “هذا حفيدي. وقد اعتاد أن يذهب إلى دار الحضانة المتواجدة في هذا المبنى”. وكانت قد جهزت الصبي ليذهب إلى المدرسة صباح الخميس قبل أن تسمع صوتا صاخبا وتشاهد المبنى وهو ينهار. وقالت “انهار المبنى قبل ساعة من بداية الدروس. وهذا هو سبب نجاة حفيدي”. بعد ساعات من الانهيار، استخدم المنقذون الآلات لرفع ألواح الخرسانة والكتل الإسمنتية لدى بحثهم عن ناجين. ويعد انهيار المباني شائعا في الهند خلال موسم الرياح الموسمية الذي يبدأ في يونيو حزيران ويستمر حتى سبتمبر أيلول. ارتفاع الطلب وتراخي تطبيق القوانين يدفع بعض البنائين الى استخدام مواد دون المستوى المطلوب أو بناء طوابق اضافية غير مصرح بها. تعتبر أسعار العقارات والإيجارات من بين أعلى المعدلات في الهند، حيث توسعت مومباي في هذا المجال خلال العقود الخمسة الماضية. في غضون ذلك، بدأت المدينة تعود ببطء إلى حياتها الطبيعية بعد أن أصيبت بالشلل من جراء الأمطار الغزيرة التي هطلت على مدار يومين. كانت خدمات القطارات والنقل العام قد توقفت واغلقت المطارات يوم الثلاثاء وتحولت الطرق إلى أنهار وتدفقت مياه الفيضانات إلى العديد من المباني المنخفضة. وفي العديد من الأماكن، اضطر السكان إلى التخلي عن سياراتهم وخاضوا في المياه التي وصلت إلى خصورهم للوصول إلى منازلهم. افتتحت اليوم الخميس المدارس والكليات والشركات التي تم اغلاقها أمس الأربعاء، لكن الحضور كان ضئيلاً. وتكافح المدينة كل عام للتعامل مع الفيضانات الموسمية، مما يتسبب في توجيه انتقادات تتعلق بضعف التخطيط فيها. ومنذ بداية الموسم، تسببت الفيضانات المدمرة بجنوب آسيا في مقتل ما لا يقل عن ألف شخص، وإلحاق الضرر بما يقرب من 40 مليون نسمة في شمال الهند وجنوب نيبال وشمال بنغلاديش. كما أدت الأمطار لحدوث فيضانات واسعة النطاق فى منطقة تمتد عبر سفوح التلال الواقعة في جبال الهيمالايا بالدول الثلاث، ما تسبب في انهيارات أرضية، وتدمير طرق وأبراج كهرباء، وعشرات الآلاف من المنازل، ومساحات شاسعة من الأراضي الزراعية.
مشاركة :