استقرت وفود الحجاج اليوم الخميس في مشعر عرفات مؤدين الركن الأعظم للحج حيث شرعت حكومة المملكة العربية السعودية في تنفيذ خطة مرورية لتصعيد نحو مليونين و600 ألف حاج إلى المشعر الواقع على بعد 22 كيلو مترا شرق الحرم المكي، ابتداء من مساء أمس وحتى ظهر اليوم الخميس. وقال رئيس النقابة العامة للسيارات عبدالرحمن المعيوف إن نحو مليون و800 ألف حاج تم تصعيدهم منذ مساء أمس وحتى اليوم إلى عرفات، عبر مسارات أعدت خصيصا لهذا الأمر، تتناسب مع مواقع تركز الحجاج في مكة المكرمة ومنى. وكشف عن مشاركة 17 ألف و500 حافلة في عملية التصعيد، مزودة بأنظمة تتبع إلكتروني لمراقبة مسارها والتزامها بخطط نقل الحجاج. فيما تم تصعيد نحو 200 ألف حاج إلى عرفات عبر قطار المشاعر في منى. وعرفات هي المشعر الوحيد الواقع خارج حدود الحرم، وتبلغ مساحتها 13 كيلو مترا، وتقع بين مكة والطائف، وتتصف أرضها بأنها مستوية، فيما تحيط بميدانها سلسلة من الجبال تنتهي في شمالها بجبل يسمى "جبل عرفة" يتوسط منطقة عرفات، وقد غلبت عليه تسميته بـ"جبل الرحمة". ويكسو البياض عرفات ، حيث يقف أكثر من مليونين و600 ألف من حجاج بيت الله الحرام في المشعر منذ فجر اليوم التاسع، في لباسهم الأبيض مبتهلين إلى الله متضرعين. وصلي الحجاج في المشعر الظهر والعصر جمعا وقصرا للمسافرين منهم، وجمعا فقط لغير المسافرين، ثم أكملون وقفتهم إلى أن غربت الشمس، وبعدها نفرون إلى مشعر مزدلفة للمبيت فيه. وأكملت حكومة المملكة العربية السعودية جاهزيتها لاستقبال الحجاج في المشعر، حيث تم التأكد من جاهزية المخيمات، وتزويدها بكل الخدمات التي يحتاجها الحجاج. كما جهزت الحكومة 4 مستشفيات في عرفات تبلغ سعتها السريرية 600 سرير، إلى جانب 46 مركزا صحيا في المشعر مجهزة بكامل المعدات والاحتياجات اللازمة. وخصصت الحكومة أكثر من 285 غرفة خاصة لضربات الشمس والإجهاد الحراري. كما سيرت قافلة طبية من نحو 40 سيارة إسعاف مجهزة بأحدث التقنيات الحديثة، إضافة إلى الكادر الطبي المرافق، لتصعيد الحجاج المنومين إلى عرفات. ولمراقبة حركة الحشود في عرفات، وضعت الحكومة غرفة للقيادة لمتابعة الوضع الأمني ومراقبة الحالة الأمنية للحشود في المشعر، خصوصا في المناطق القريبة من مسجد نمرة، من خلال 72 كاميرا منها 20 متحركة و52 ثابتة. واستعدادا لأي طارئ، تم نشر مجموعة من فرق الدفاع المدني المتخصصة في مجالات المراقبة والرصد والإنقاذ والإٍسعاف والإخلاء.* كما غطت كامل المشعر بمحطات إطفاء ثابتة، لتلافي صعوبة حركة آليات الدفاع المدني عند التعامل مع أي طارئ. وهيأت طرقا خاصة للمشاة، تمتد من منطقة جبل الرحمة بمشعر عرفات، وحتى مشعر منى مروراً بمزدلفة، مزودة بكراسٍ على جانبي الطريق من أجل تأمين راحة الحجاج، ومظلات لوقاية الحجاج من أشعة الشمس. وعرفة كلها موقف كما قال الرسول صل الله عليه وسلم إلا وادي عرنة، وهو أحد أودية مكة، ويمر بطرف عرفات من جهة الغرب عند مسجد نمرة. ويتجمع الحجاج بكثافة عند مسجد نمرة وهو المسجد الذي بني في العهد العباسي في الموضع الذي خطب فيه النبي في حجة الوداع. وشهد المسجد توسعات على مرِّ التاريخ، وبعد اتساعه أصبحت مقدمة المسجد خارج عرفات، وهناك لوحات إرشادية تشير إلى ذلك لكي يعرف الحجاج مواقفهم. وشهد مسجد نمرة أكبر توسعة له في التاريخ في العهد السعودي، وصار طوله من الشرق إلى الغرب 340 مترا، وعرضه من الشمال إلى الجنوب 240 مترا، ومساحته أكثر من 110 آلاف متر مربع. ويستوعب المسجد نحو 350 ألف مصل، وله ست مآذن، ارتفاع كل مئذنة منها 60 متراً، وله أيضا ثلاث قباب، و10 مداخل رئيسة تحتوي على 64 بابا. كما يقف الحجاج عند جبل الرحمة أيضا، هو جبل صغير يتكون من حجارة صلدة كبيرة يقع في شرق عرفات بين الطريق رقم (7) و (8). وبأسفل هذا الجبل مسجد الصخرات، وهو مسجد مرتفع قليلا عن الأرض، يحيط به جدار قصير، وفيه صخرات كبار، وقف عندها الرسول عشية عرفة، وهو على ناقته القصواء. كما يوجد بأسفل جبل الرحمة مجرى عين زبيدة الشهيرة. ومع غروب شمس اليوم التاسع ينفر الحجاج إلى مزدلفة للمبيت بها، ثم بدء أعمال اليوم العاشر يوم النحر. وأعلنت جوازات المملكة العربية السعودية اليوم، اكتمال وصول مليون و752 ألف حاج من خارج المملكة، يمثلون 168 جنسية. وبينت أن عدد الحجاج الذكور 940 ألفا و369 حاجا بنسبة 54 في المئة، فيما بلغ عدد الإناث 811 ألفا و645 حاجة بنسبة 46 في المئة. وأشارت إلى أن عدد حجاج الخارج هذا العام شهد زيادة عن العام الماضي بلغت 426 ألف حاج، بنسبة 32 في المئة.
مشاركة :