تصاعدت شكوى عدد من المستهلكين من الارتفاع غير المعقول لأسعار الأسماك في مطاعم واستراحات شمال جدة خلال فترة العيد، وتذمر عدد منهم من استغلال هذه المطاعم الموسم ورفع الاسعار بنسبة بلغت اكثر من 50% حيث تراوحت اسعار اسماك الناجل والهاموروالشعور بين 90-180ريالا للكيلو الواحد فيما يئس البعض،من وجود رقابة وحزم حقيقة على هذه المطاعم والاستراحات تمنع وقوعه ضحية لمثل هذه التصرفات وفي الوقت الذي اشتكى فيه المواطنون من رفع الاسعار طمأن شيخ الصيادين المواطنين من انفراج ازمة الغلاء منتصف شوال الجاري . وصف المستهلك محمد الحلال مطاعم واستراحات شمال جدة بالمستغلة خاصة خلال فترة الأعياد والمواسم، حيث رفعت الأسعار بشكل غير منطقي وصل سعر سمك الناجل إلى 150 و180 للكيلو الواحد، والهامور إلى 120 ريالاً للكيلو، والشعور إلى 80 - 90 ريالاً، إضافة إلى ارتفاع القشيريات مثل الجمبرى والحبار والاستاكوزا بشكل لافت للنظر، وصلت إلى الضعف إن لم يكن أكثر عمّا كانت عليه قبل رمضان والعيد. ويرى عبدالحميد يوسف أن المستهلك عوّد نفسه على هذا الارتفاع في مثل هذه الأيام من كل سنة، وفقد الأمل من أن تكون هناك رقابة وحزم على هذه المطاعم والاستراحات التي تستغل زيادة الإقبال عليها خاصة في فترة الأعياد في ظل عدم وجود بديل حقيقي، بل إن بعضها تفنن في رفع الأسعار، فنجد أسعار المطاعم والاستراحات العادية تختلف عن أسعار الاستراحات والمطاعم الفاخرة، التي توفر غرفًا مكيفة، وترفيهًا أكثر، رغم أن الأسماك لا تختلف كثيرًا من مطعم إلى آخر، والواقع أن معظم الاستراحات الواقعة شمال جدة لم تكن سوى محطات استراحة للمسافرين على الطرق السريعة، حيث كان يستخدمها سائقو الشاحنات العامة والنقل الخاص والعام، والمسافرون، ومع مرور الوقت بادر أصحابها إلى تغيير نشاطها، فقاموا بعمليات إعادة بناء وتجهيزات جديدة تلبي حاجات المستهلك، وأصبحت تعتمد في دخلها الآن على العائلات، بل أصبحت العائلات هي المصدر الأول للدخل وأفضل فرصة للاستفادة من دخول العائلات هي استغلالهم في فترات المواسم والإجازات والأعياد. من جانبه أوضح شيخ صيادي ودلالي سوق السمك في جدة عبدالله شمعة أن ارتفاع أسعار الأسماك إلى الضعف يُعدُّ إحدى سمات المواسم والعيد، لافتًا في حديث لـ»المدينة» أن الأسعار سوف تعود إلى طبيعتها في منتصف شهر شوال الجاري، وأن موجة الغلاء أوشكت على الانتهاء. وأكد شمعة أن الارتفاع الحالي لأسعار الأسماك هو ارتفاع منطقي ومعتاد في كل سنة، ويترواح بين 40 و60% في كافة أنواع الأسماك، وأرجع أسبابه إلى عدة عوامل، وهي قلة الكميات الموجودة من الأسماك بعد موسم رمضان؛ نظرًا لقلة الصيادين الذين ينزلون إلى البحر ممّا يؤثر على كميات الأسماك، حيث اعتاد سوق السمك بجدة على أن تكون كميات الأسماك الموجودة فيه يوميًّا ما بين 90 إلى 160 طنًا، 30% منها محلي، والباقي مستورد، إضافة إلى رغبة التجار في تعويض قلة الإقبال في رمضان على الأسماك برفع أسعارها، وأضاف إن هذه الزيادة سوف تستمر إلى منتصف شهر شوال كما في كل سنة، وأوضح شمعة أن أسباب ارتفاع الأسماك في مطاعم واستراحات شمال جدة يعود إلى أن هذه المطاعم تعتبر مطاعم سياحية، ذات تكلفة عالية من ناحية الإيجارات والعمالة والمصاريف الأخرى، ورؤية أصحابها إلى أنها ذات مستوى وخدمات راقية. وبالتالى تسحتق أسعارًا سياحية، ولا يعود إلى أسعار الأسماك، مشيرًا إلى أنه في كافة أنحاء العالم توجد مطاعم فخمة وراقية بأسعار مرتفعة، وأخرى متوسطة وبسيطة بأسعار معقولة، وأن المستهلك هو صاحب الاختيار والقرار، وحذّر شمعة من استمرار قلة الصيادين المحليين في ظل تردي أوضاعهم المعيشية، وعدم وجود دعم حقيقي لهم لتأمين أبسط متطلبات الحياة الصعبة، وانعكاس ذلك مستقبلاً على وجود الأسماك المحلية ذات الجودة العالية، فسمك الناجل الآن أصبح يأتي من بعض بلدان البحر الأحمر، مثل مصر والسودان أكثر من السعودية، وتمنى شمعة من الجهات المختصة تقديم دعم حقيقي لبنقلة الأسماك بجدة، وللصيادين خاصة أن الأسماك تعتبر سلعة إستراتيجية، موضحًا أن مكتب شيخ الدلالين الموجود في البنقلة كان على حسابه الخاصة، وليس على نفقة الدولة.
مشاركة :