يُعد الصداع من أكثر المتاعب شيوعاً، والتي تنتابنا جميعاً من وقت إلى آخر. ولكن في بعض الأحيان يظل الصداع ملازماً لمرضاه، ويُحيل حياتهم إلى جحيم ويُعيقهم عن ممارسة حياتهم اليومية، وهو ما يستلزم استشارة الطبيب. وقال كبير أطباء عيادة الألم بمدينة كيل الألمانية، البروفيسور هارتمان جوبل، إنه يوجد أكثر من 360 شكلاً للصداع، مشيراً إلى أن الصداع في بعض الأحيان لا يكون عرضاً مصاحباً لمرض ما، بل يكون هو ذاته المرض. ويُعرف الصداع حينئذ باسم «الصداع الأساسي»، ويشمل الصداع النصفي والصداع التوتري والعنقودي. 1- الصداع النصفي غالباً ما يظهر هذا النوع على شكل ألم يشبه الخفقان أو الطرق على جانب واحد من الرأس، وهو مزعج بشكل كبير، ما يتطلب الراحة في الفراش، كما أنه يجعل المصاب حساساً للضوء والضوضاء، وأحياناً بعض الروائح، ويصيبه بالشعور بالغثيان والرغبة في التقيؤ. ولتجنب هجمات الصداع النصفي، ينصح الأمين العام للجمعية الألمانية لمكافحة الصداع والصداع النصفي، شارلي جاول، باتباع أسلوب حياة ثابت ومنتظم، الذي يقوم على النوم المنتظم وفترات الراحة ومواعيد الطعام المنتظمة، بالإضافة إلى ممارسة رياضات قوة التحمل، مثل السباحة والمشي والركض وركوب الدراجات الهوائية. 2- الصداع التوتّري قال جوبل إن أكثر من 50% من حالات الصداع تنتمي لهذا النوع، موضحاً أن ألم الصداع التوتري أقل حدة من ألم الصداع النصفي. وأضاف جوبل أن هذا النوع من الصداع يحدث، على سبيل المثال، عند الجلوس أمام الحاسوب طوال اليوم، مع عدم حركة الكتفين والرقبة وتغيير وضعيتهما لفترة طويلة. ولعلاج هذا النوع من الصداع ينصح جاول بتدليك الصدغ بزيت النعناع أو استخدام المسكنات، ولكن يتعين مراعاة عدم تعاطي الدواء إلا في حال عدم تحمل الألم. وللوقاية يُنصح بالحركة والاسترخاء. وقد تساعد مضادات الاكتئاب في حالات الصداع المزمن، الذي يحدث بشكل متكرر لأكثر من 15 يوماً. 3- الصداع العنقودي قال جوبل إن هذا النوع يظهر في جانب واحد في منطقة العين، وكأن سكيناً قد طعن هذه المنطقة. وتستمر نوبة هذا الصداع لمدة تراوح بين 15 و180 دقيقة، كما يظهر لأكثر من مرة في اليوم، ويصاحبه تدلّي الجفن وسيلان أو انسداد الأنف أو دموع في العين. ويتم علاج المصاب بالتريبتان على شكل بخاخ الأنف أو على شكل حقن، كما يمكن العلاج بالأكسجين، الذي يتم استنشاقه عن طريق كمامة التنفس. ويمكن الوقاية عن طريق بعض الأدوية الأخرى، مثل الكورتيزون.