على مر الأعوام المنصرمة تضاعف عدد الحجاج ليصل إلى مليوني حاج في العام الحالي، بعد عقود من الإعمار والمشاريع الإنشائية الضخمة. وجندت السعودية طاقاتها في خدمة ضيوف الرحمن استمرارا لما كان عليه الأجداد، إذ يشارك أكثر من 300 ألف عنصر عسكري ومدني لتنظيم الحشود وخدمة الحجيج.وفيما ينكب رجال الأمن على خدمة ضيوف الرحمن في المشاعر المقدسة، يسجل الشبان السعوديون نماذج مشرقة في العمل التطوعي في الحج، إذ يعمل آلاف الشبان كخلية نحل وسط الحجيج، بين مرشد للتائهين، ومسند لمسن.توارث السعوديون خدمة الحجيج من أجدادهم الأوائل، فالأرض جُبل مواطنوها على البذل والعطاء، وسخرت المملكة منذ مؤسسها الراحل الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن كامل إمكاناتها لخدمة ضيوف الرحمن، واستمر الاهتمام بالتطوير وتسخير الطاقات في عهد أبنائه الملوك من بعده.وأمام كل محاولات الزج بركن الإسلام الخامس في الحسابات السياسية والحزبية، تقف السعودية صامدة أمام كل الهجمات، فالحج عبادة أسمى من أن يعكر صفوها بشعارات الفرقة والحسابات السياسية، والمشاعر المقدسة عصية على «التسييس»، فلا «رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج»، هكذا يردد المسلمون المعظمون للفريضة، وهكذا يراها السعوديون «خدام ضيوف الرحمن».
مشاركة :