خطيب عرفات: الحج ليس موسماً للمزايدات الحزبية أو مكاناً للمظاهرات

  • 9/1/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

توافدت جموع غفيرة من حجاج بيت الله الحرام منذ وقت مبكر إلى مسجد نمرة في مشعر عرفات أمس لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا؛ اقتداء بسنة النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم والاستماع لخطبة عرفة.وامتلأت جنبات المسجد، الذي تبلغ مساحته (110) آلاف متر مربع والساحات المحيطة به، التي تبلغ مساحتها ثمانية آلاف متر مربع بضيوف الرحمن.وتقدم المصلين صاحب السمو الملكي، الأمير خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس لجنة الحج المركزية وسماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء، وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، حيث ألقى المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري، خطبة عرفة- قبل الصلاة- استهلها بحمد الله والثناء عليه على ما أفاء به من نعم ومنها الاجتماع العظيم على صعيد عرفات الطاهر.حذر من جعل موسم الحج من أوامر الجاهلية بأن يجعل موسما للمزايدات أو مكانا للشعارات أو المظاهرات أو الدعوة للأحزاب والتجمعات، وقال: «يجب أن يجعل الحج لله وحده، كما قال تعالى (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ)، حيث لا مكان للشعارات الحزبية ولا للدعوات المذهبية ولا للحركات الطائفية، التي نتج عنها تشريد الملايين، وكان من خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في عرفة ((لقد تركت فيكم ما لن تظلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله)).وحث الأمة قاطبة بالتمسك بكتاب الله لنيل الهداية والفلاح، وخاطب قادة الأمة قائلا « هذا كتاب الله بين أيديكم سيروا على هدية وحكموه وانشروه في الأمة، قال تعالى ( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ، فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ، وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ).ودعا علماء الأمة إلى الاستنباط من كتاب الله لحل المشكلات وقال: «إن كتاب الله هو المصدر الكامل للهداية فاستنبطوا منه حلول مشكلات الأمة، كما قال تعالى (لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ)»، حاثهم إلى التقرب إلى الله بنشر أحكامه وأخلاقه.ووجه الخطاب إلى الآباء والأمهات والمربين فقال: «ما أشد حاجة أبنائنا إلى أن يتعلموا القرآن ففيه الهداية والفرقان والأخلاق الفاضلة وخيركم من تعلم القرآن وعلمه».وحث الإعلاميين إلى وجوب نشر ما دعا إليه القرآن العظيم من الخير والفضائل.وأوصى الشثري، أصحاب المال بالتقرب إلى الله بالبذل من ما أتاهم الله من المال في نشر كتاب الله وترغيب الخلق في تعلمه وتعليمه والعمل به والدعوة إليه ، مستشهدًا بقوله تعالى (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ، وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء، وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)).

مشاركة :