صرح وزير الداخلية الألماني توماس دي مايتسيره بأنه يفضل تمديد قرار الحظر الموقت على السماح للاجئين السوريين بإحضار عائلاتهم، في خطوة تعكس المعارضة الشعبية المتزايدة للم شمل أسر اللاجئين. وأشار دي مايتسيره، وهو عضو في «تحالف المحافظين» بزعامة المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، لصحيفة «هايلبرونر شتيمه»، إلى أنه من المتوقع دخول عدد هائل من السوريين إلى ألمانيا ما لم يتم تمديد الحظر الذي تنتهي فترة العمل به في آذار (مارس) 2018. وكتب في مقال صحافي نشر اليوم قائلاً إن «المسئولين يتوقعون أن يحضر كل لاجئ شخصاً واحداً على الأقل من أفراد أسرته إلى ألمانيا». وأفادت صحيفة «بيلد» هذا الأسبوع بأن تقديرات الحكومة تشير إلى أن حوالى 390 ألف سوري ممن تم الاعتراف بهم طالبي لجوء، سيطلبون تأشيرات دخول لذويهم عندما تنتهي فترة سريان الحظر المفروض على لم شمل عائلات اللاجئين في آذار المقبل. وكانت ميركل ذكرت أن الحكومة ستتخذ قرارا في هذا الشأن بعد إجراء الانتخابات. وتسعى الحكومة إلى تشديد قواعد طلب اللجوء بعد التعرض لهزائم في انتخابات على مستوى الولايات الألمانية، بعد قرار مركل العام 2015 بترك الحدود مفتوحة أمام أكثر من مليون مهاجر. وتسببت المخاوف في شأن الهجرة في زيادة معدلات التأييد لحزب البديل من أجل ألمانيا «ايه إف دي» اليميني المتطرف خاصة، والذي من المتوقع أن يفوز بمقاعد في البرلمان الألماني للمرة الأولى خلال الانتخابات المقبلة. وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة «أي إن إس إيه» لصالح صحيفة «بيلد» هذا الأسبوع، أن 58.3 في المئة من الألمان يعارضون لم شمل طالبي اللجوء المعترف بهم مع ذويهم، على رغم أن القانون الألماني ينص على السماح بهذا الإجراء. ويقول رئيس مركز «السياسة تهم» للأبحاث ريتشارد هيلمر، إن «الهجرة مازالت تمثل قضية رئيسة بالنسبة للناخبين الألمان في انتخابات 2017»، مضيفاً أن «القانون الألماني يسمح بلم شمل العائلات للمساعدة في ضمان اندماج طالبي اللجوء المقبولين في المجتمع الألماني بشكل جيد»، مشيراً إلى أنه من دون ذلك، «سينتهي بك المطاف برجال عزاب غير مندمجين في النسيج الاجتماعي، بل وحدوث شكل من أشكال الانعزال في أسوأ الحالات».