أغلق الجيش الإسرائيلي إذاعة فلسطينية في مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، لمدة ستة أشهر، وصادر معداتها وأجهزتها، على الرغم من أن الجهة المسؤولة عن منح تراخيص لمثل هذه الإذاعات هي السلطة الفلسطينية.وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، إن «الإذاعة تبث مضامين وبرامج تحريضية بصورة مستمرة تشجع نشاطات إرهابية».فقد صادر الجيش الإسرائيلي أجهزة بث تابعة لإذاعة «منبر الحرية» وكاميرات، وأجهزة حاسوب، وأجهزة دبلجة، ولواقط إلكترونية، وأقراصا مدمجة.وقال رئيس مجلس إدارة الإذاعة، أيمن القواسمي، إنها ليست المرة الأولى التي يجري فيها إغلاق الإذاعة: «لكن هذه المرة تم ذلك بطريقة بربرية». وأضاف: « ثمن الأجهزة المصادرة يزيد على 400 ألف دولار تقريبا».وأوضح القواسمي، أن «56 موظفا يعملون بالإذاعة يعيلون 56 أسرة لن يتمكنوا من العمل».وعدت وزارة الإعلام الفلسطينية: «تعد قرصنة الاحتلال الإسرائيلي وسرقة معدات بث إذاعة (منبر الحرية)، وممارسة العربدة والإرهاب بإغلاقها ستة أشهر، وكذلك ممارسة السطو المسلح على معدات وأجهزة تلفزيون النورس في الخليل، وقطع بثهما، استمرارا للحرب المسعورة التي تستهدف أثيرنا».وقالت الوزارة في بيان: «العدوان السافر على (منبر الحرية) و(النورس)، وما سبقه من قرصنة على مؤسساتنا الصحافية ومطابعنا، وملاحقتها المتواصلة لحراس الحقيقة والعاملين في الإعلام، يثبت الحاجة الماسة لتفعيل قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2222) الخاص بحماية الصحافيين ومحاسبة منتهكي حقوقهم بشكل فوري».وأعربت الوزارة عن رفضها القاطع لقرارات الاحتلال وممارساته. وقالت: إنها «ستتخذ كل التدابير والإجراءات الممكنة والمتاحة لوقف الجرائم الإسرائيلية بحق مؤسساتنا الإعلامية».وطالبت وزارة الإعلام، وهي الجهة المسؤولة عن عمل المحطات الحكومية والخاصة في الأراضي الفلسطينية، الأمم المتحدة واليونيسكو والاتحاد الدولي للصحافيين، بالقيام بدورهم لِلَجْم الممارسات الإسرائيلية التي تنتهك كل القوانين والمواثيق الدولية. ودعت الأطر الراعية لحرية الإعلام، إلى التدخل الفوري لوقف الحرب الشعواء على الإعلام الفلسطيني وحماية الصحافيين، وبخاصة في مدينتي الخليل والقدس المحتلة.وتابعت الوزارة: «الإرهاب والتحريض الإسرائيلي المتواصل بحق شعبنا، لن يوقف مسيرة الحرية والحقيقة، ولن يثني الإعلاميين ومؤسساتهم عن حمل رسالة إنسانية ومهنية وأخلاقية للخلاص من نير الاحتلال».وكررت الوزارة دعوتها للاتحادات الإذاعية والتلفزيونية في العالم، إلى «دعم مؤسساتنا الإعلامية، والمساهمة في نقل رسالتها، وتعرية إرهاب الاحتلال الذي يلاحقها، وعدم ترديد رواية إسرائيلية زائفة تدعي (التحريض)، فيما تشرعن القرصنة والعدوان».وجاء إغلاق الإذاعة الخاصة في الخليل، بعد يوم واحد من اعتقال فرقة غنائية كاملة بسبب مواويل مجدت منفذي عمليات.وأمس، عادت القوات الإسرائيلية واستولت على أجهزة تسجيل صوت ومعدات استديو من منزل نزال البرغوثي، في قرية كفر عين شمال غربي رام الله.وكان الاحتلال اعتقل نزال البرغوثي، وهو موزع الصوت في الفرقة قبل يومين، إلى جانب الفنان الشعبي محمد البرغوثي، وعازف الأورغ ناجي الريماوي.وتراقب إسرائيل جميع وسائل التواصل الاجتماعي وترصد وسائل الإعلام الحكومية والخاصة، والمناهج الفلسطينية، وتصريحات المسؤولين، وحتى أسماء المؤسسات والمراكز والشوارع، متهمة السلطة الفلسطينية دائما بالتحريض.وطالما اعتقلت إسرائيل فلسطينيين بسبب «بوست» على «فيسبوك»، وأغلقت محطات إعلامية ومطابع ومؤسسات وحسابات بنوك كذلك.وتزامن إغلاق الإذاعة في الخليل مع حملة اعتقالات كبيرة في الضفة الغربية أمس. وقال بيان للجيش الإسرائيلي، إنه جرى اعتقال 15 فلسطينيا، اثنان منهم من بلدة مركا قضاء جنين، وواحد من يعبد، و4 من محافظة نابلس، وواحد من طولكرم، 5 من محافظة رام الله، واثنان من بلدة بني نعيم قضاء الخليل.وشهدت مدينة قلقيلية، شمال الضفة، ومدينة البيرة ومخيم الأمعري في رام الله، مواجهات عنيفة أثناء حملات الاعتقال. وتصدى شبان للقوات الإسرائيلية المقتحمة ورشقوها بالحجارة، ورد الجنود بإطلاق النار. وجاءت هذه الاعتقالات بعد يوم من حملة أخرى، اعتقل فيها جيش الاحتلال 17 فلسطينيا، بينهم أسيرة محررة بحسب بيان لنادي الأسير الفلسطيني.
مشاركة :