تواصلت ردود الفعل المنددة بقرار مجلس محافظة كركوك إشراكها في استفتاء اقليم كردستان على الانفصال عن العراق، المقرر أواخر الجاري. ودعا «ائتلاف دولة القانون»، بزعامة نائب رئيس الجهورية نوري المالكي في بيان أمس «رئيس الوزراء حيدر العبادي وجميع المسؤولين والقوى السياسية في البلد» إلى «إعلان رفضهم الصريح تصرفات رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني، لاسيما في ما يتعلق بموضوع الاستفتاء». وشدد على ضرورة «إيفاد ممثلين الى الأمم المتحدة وكل الدول العربية والإقليمية لإيضاح خطورة تحركات بارزاني وما يخفيه تحت مظلة الاستفتاء، وتداعيات ذلك على المنطقة بأسرها». واتهم البيان رئيس الإقليم بأنه «ينفذ أجندات خارجية يروم من خلالها تمزيق وحدة الشعب العراقي وإدخال البلد في فوضى عارمة سينتج عنها أنهار من دماء»، وحذر من «مغبة الصمت والتغاضي عن تصرفاته». وانتقدت «الرفض الخجول من قبل بعض السياسيين، سيما ان بارزاني يحاول استخدام القوة لضم محافظة كركوك الى اراضي اقليم كردستان واراض واسعة اخرى من العراق تعادل مساحة ارض الاقليم تقريباً». وطالب بـ «إيقاف قوات الإقليم عن تهجير العرب والتركمان من مساكنهم وايقاف مسلسل اغتيال معارضي الاستفتاء». وقلل النائب عن «التحالف الوطني» محمد الصيهود» من أهمية قرار محافظ كركوك نجم الدين كريم، وقال ان «الاستفتاء لن يتحقق لأنه غير واقعي ولا يمكن ان يقبل به اي عراقي» وأضاف ان كريم «لا يمثل أبناء المحافظة بل هو اداة بارزانية جاءت لتنفيذ مخططات تآمرية خبيثة». وحمله مسؤولية «كل الخروقات التي شهدتها كركوك في السنوات الماضية، بدءاً من عمليات التهجير القسري للعرب والتركمان والتغيير الديموغرافي والاغتيالات وسرقة الثروات النفطية واحتلال الاراضي مروراً برفع ما يسمى علم كردستان وانتهاء بالتصويت على الاستفتاء والانفصال غير الدستوري وغير القانوني، كلها كانت بعلمه وموافقته». إلى ذلك، قال حكيم عبيد، من»كتلة التغيير» الكردية المعارضة: «نرى أنه لا يوجد أي نوع من أشكال الاستعداد والإجراءات لهذه العملية، فضلاً عن عدم وجود دعم خارجي، ونرى ان الوقت غير مناسب على المستويات الاقتصادية والحالة المعيشية لسكان الاقليم، لذا يجب تأجيل هذا الموضوع الى وقت آخر». وأضاف: «كان من المفترض بالنسبة إلى كركوك والمناطق الكردستانية ان يكون هناك تفكير معمق ودقيق بشأنها، وان لا يكون هناك استعجال في اتخاذ القرارات وان يكون هناك برنامج لحل المشكلات فيها». وأضاف: «نحن كتغيير عندما طالبنا بالتأجيل في وقت سابق كانت إحدى الفقرات التي استندنا اليها هي عدم استقرار الوضع الامني في المناطق المتنازع عليها»، لافتاً الى ان «حركة التغيير تؤمن بأن تكون كردستان مستقلة، ويجرى الاستفتاء لأجله». وتساءل: «من يقوم به (أي الاستفتاء)؟ وتحت أي خيمة يجرى؟».