مصالحة عرفية في الصعيد تسدل الستار على اشتباكات طائفية

  • 9/1/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

جرت في مدينة الأقصر (صعيد مصر) مصالحة عرفية بين مسلمين وأقباط في إحدى قرى المدينة السياحية أسدلت الستار على اشتباكات طائفية كانت جرت وقائعها قبل أسبوع وتسببت في سقوط جرحى، لكن الأحداث فتحت مجدداً الحديث عن جدوى الجلسات العرفية التي تأتي على حساب تطبيق القانون، ما يؤدي في النهاية إلى تكرار الأحداث الطائفية في مناطق متفرقة في البلاد. وكانت قرية أبودغار شهدت صدامات بين مسلمين وأقباط، على خلفية هجوم عشرات المسلمين على منزل زعموا أن أقباط القرية يقيمون فيه الصلاة من دون تصريح، وتسببت الاشتباكات في سقوط 13 جريحاً من الطرفين قبل أن تطوق أجهزة الأمن القرية وتوقف المتسببين في الاشتباكات. وكان لافتاً أن شيخ الأزهر أحمد الطيب دخل على خط نزع فتيل الأزمة، برعايته المصالحة بين الجانبين، والتي حضرها ممثلو الدولة محافظ الأقصر محمد بدر، ومساعد وزير الداخلية لمنطقة جنوب الصعيد اللواء عصام الحملي، ومدير أمن الأقصر اللواء مصطفى صلاح الدين، وعدد من القيادات الدينية في الأقصر. واحتشد ممثلون عن كبار عائلتي النخالوة المسلمين وعائلة إسكندر القبطية في قرية أبودغار في سرادق أقيم خصيصاً للإعلان عن المصالحة، حيث تصافح أبناء العائلتين، كما تصافح القساوسة وأئمة المشايخ، وسط الهتافات الوطنية. وقال محافظ الأقصر إن «المصالحة والعيش في وئام وسلام بين مواطني المحافظة، من مسلمين وأقباط، وتجاوز الخلافات في ما بينهم ونبذهم لكل صور العنف وقبولهم لأن يكونوا على اتفاق ووئام وسلام في ما بينهم، ليس بجديد على مواطني الأقصر، التي عرفت احترام وقبول الآخر، كما عرفت الوحدة الوطنية، والحفاظ على وحدة الصف الوطني، قبل آلاف السنين»، مشيراً إلى ما تسجله مقابر ومعابد الفراعنة من نصوص تؤرخ لمواقف وصور الوحدة الوطنية واحترام الآخر في مصر القديمة، ومشدداً على ضرورة استمرار جهود لجان المصالحات، مدعومة من الأجهزة الأمنية، لوأد أية خصومات ثأرية، أو خلافات قبلية، في مهدها، والحيلولة دون تحولها إلى معارك. وأشاد محافظ الأقصر بدور شيخ الأزهر في إتمام الكثير من المصالحات الثأرية، بجانب الجهود الكبيرة التي تبذلها الأجهزة الأمنية، لإنهاء كل الخصومات بمدن وقرى المحافظة. ومن جانبه، أكد مساعد وزير الداخلية المصري لمنطقة جنوب الصعيد اللواء عصام الحملي، وجود خطة عمل لإنهاء جميع الخصومات الثأرية بمحافظات جنوب الصعيد، والتصدي المبكر لأية محاولات لبث الفرقة والخلاف بين عنصري الأمة المصرية من مسلمين وأقباط، لافتاً إلى وجود تنسيق بين القيادات الأمنية بكل محافظة وأعضاء لجان المصالحة وأفرع بيت العائلة المصرية، لمحو الخصومات القبلية والطائفية وإتمام المصالحات بين المتخاصمين بمختلف المدن والقرى بجنوب صعيد مصر. وقال نائب دائرة أرمنت في مجلس النواب أحمد الفرشوطي، إن هناك دعماً برلمانياً لكل جهود إتمام المصالحات الثأرية والقبلية، مشيراً إلى أن الاقتراب من علاقة المحبة والإخاء بين المسلمين والمسيحيين خط أحمر. وأكد حرص نواب دوائر محافظة الأقصر بالبرلمان على حضور المصالحة بين الإخوة المسلمين والأقباط بعزبة أبودغار بأرمنت، وهو ما يؤكد تكاتف جميع الجهود البرلمانية والحكومية والشعبية لنبذ كل صور العنف، وشتى محاولات بث الفرقة بين المصريين. وكانت عزبة أبودغار بمركز أرمنت، جنوب غربي محافظة الأقصر قد شهدت الأسبوع الماضي اشتباكات بين عائلة مسلمة وأخرى قبطية، بسبب خلافات الجيرة، انتهت بوقوع عدد من المصابين، وفرضت الأجهزة الأمنية طوقاً أمنياً حول المنطقة، ونشرت قوات لمراقبة الحالة الأمنية ومنع أي تجدد للاشتباكات.

مشاركة :