باريس تستبعد أي دور للأسد في مستقبل سوريا

  • 9/1/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الرئيس السوري بشار الأسد يؤدي صلاة عيد الأضحى في بلدة قارة بريف دمشق القريبة من الحدود مع لبنان.العرب  [نُشر في 2017/09/01]حل الصراع الآن بيروت - أدى الرئيس السوري بشار الأسد صلاة عيد الأضحى الجمعة، في بلدة قارة بريف دمشق قرب جيب غادره مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية يوم الاثنين الماضي. وأصبح الأسد، الذي اقتصرت تحركاته على دمشق لفترات طويلة بعدما تفجرت الحرب الأهلية في سوريا قبل ست سنوات، أكثر ثقة في التحرك في أنحاء المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة بعدما أحرز الجيش وحلفاؤه سلسلة انتصارات. وظهر الأسد على التلفزيون الرسمي وهي يؤدي الصلاة في مسجد مزدحم بالمصلين وبجواره كبار رجال الدين. ويعني رحيل الدولة الإسلامية وجماعات أخرى من منطقة القلمون الغربي أن الجيش السوري أصبح يسيطر على كامل الحدود مع لبنان لأول مرة منذ بدايات الصراع. ولا يزال مقاتلو الدولة الإسلامية الذين غادروا القلمون داخل قافلة حافلات بعد يومين من ضربات جوية نفذها التحالف بقيادة الولايات المتحدة لمنع القافلة من العبور إلى منطقة يسيطر عليها التنظيم المتشدد في شرق سوريا. وتقع بلدة قارة على بعد بضعة أميال من الجبال التي تمثل الحدود مع لبنان والتي انتشر فيها مقاتلو الدولة الإسلامية وجماعات مسلحة أخرى حتى أغسطس. وقبل مقاتلو التنظيم في الجيب الحدودي هدنة واتفاقا لمغادرة المنطقة بعد هجومين متزامنين، وإن كانا منفصلين، شنهما الجيش اللبناني على جهة لبنان من الحدود والجيش السوري وجماعة حزب الله اللبنانية على الجهة الأخرى في نفس التوقيت. ولا تزال هناك عمليات على خط المواجهة بين قوات الحكومة السورية والتنظيم المتشدد في شرق سوريا حيث يشن الجيش، بدعم من مقاتلات روسية ومقاتلين تدعمهم إيران، هجوما لتخفيف الضغط على جيبه المحاصر في دير الزور. وقال مصدر عسكري سوري الجمعة إن الجيش وحلفاءه أحرزوا تقدما على حساب تنظيم الدولة الإسلامية في تلك المنطقة وسيطروا أيضا على عدة قرى في جيب خاضع لسيطرة المتشددين في وسط سوريا. وبالتوازي مع التطورات الميدانية في سوريا، قال وزير الخارجية الفرنسي إنه يريد من القوى الكبرى الاتفاق على جدول زمني لفترة انتقالية تفرض على السوريين، لكنه استبعد أي دور للأسد الذي قال إنه "قتل" جزءا من شعبه. وجاءت تصريحات جان إيف لو دريان رغم ما بدا أنه تخفيف لموقف باريس في الأزمة السورية منذ وصول الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الرئاسة. ومنح فوز ماكرون في الانتخابات باريس، وهي داعم رئيسي للمعارضة السورية وثاني أكبر مساهم في تحالف تقوده الولايات المتحدة لقتال تنظيم الدولة الإسلامية، فرصة لإعادة النظر في سياستها في سوريا. وكان التغيير الذي اقترحه ماكرون هو إسقاط المطالب برحيل الأسد كشرط مسبق للمحادثات رغم أن مسؤولين فرنسيين ما زالوا يصرون على أن الأسد لا يمكن أن يمثل مستقبل سوريا في الأمد الطويل. لكن لو دريان، الذي كان وزيرا للدفاع في عهد الرئيس السابق فرانسوا هولوند، قال إن الوضع تغير إذ أن الدولة الإسلامية تقف على حافة الهزيمة. وأضاف أن التركيز يمكن أن يتحول الآن إلى حل الصراع الدائر منذ ست سنوات والذي حصد أرواح أكثر من 300 ألف شخص ودفع الملايين لترك ديارهم. وقال لو دريان لإذاعة (أر.تي.إل) "لا يمكن أن يكون (الأسد) جزءا من الحل. الحل هو التوصل مع كل الأطراف إلى جدول زمني لانتقال سياسي سيمكن من وضع دستور جديد وإجراء انتخابات". وتابع "لا يمكن أن يتم الانتقال في وجود بشار الأسد الذي قتل جزءا من شعبه ودفع ملايين السوريين إلى مغادرة أراضيهم". وهاجم منتقدون الإدارة الفرنسية السابقة لموقفها المتعنت إزاء مستقبل الأسد، رغم إنها قالت في نهاية المطاف إن الأسد لن يضطر للرحيل إلا بعد استكمال عملية انتقال سياسي.

مشاركة :