صرفت أخبار مصر والحوادث الأليمة التي تقع فيها الأنظار عن أي أخبار أخرى، لم يكن أحد يتوقع أن يتصرف الإخوان المسلمون في مصر بكل هذا العنف والجاهلية، عنف لا يتفق مع مبادئ الإسلام ولا أحكامه، شهوة الحكم والإصرار عليه أعمت عيون قادتهم وأنستهم دينهم ومصلحة بلدهم، لقد قيل دائما إن «الإسلامويين» يعتبرون جهادهم الأكبر الوصول للحكم، وإذا وصلوا إليه لا يتركونه، ومعروف عنهم أنهم يطالبون بالديمقراطية ويدعونها ليتوصلوا بها إلى سدة الحكم، لكنهم بعد ذلك يكفرون بها ويعتبرونها منكرا وإثما عظيما، ولقد ركب «الإخوان» في مصر مركب الديمقراطية، واستطاعوا بقدراتهم الخطابية ومنابر المساجد أن يكسبوا الانتخابات، ومارسوا الحكم لمدة عام فأساءوا أبلغ الإساءة مما أزعج الناس وأضر بالشعب، خرج الشعب في مظاهرات استنكار مليونية لم يسبق لها مثيل، واصطدموا مع أتباع الجماعة، وصار الأمر خطيرا، ما استوجب تدخل الجيش بطلب من لجان شعبية ومن الأزهر... إلخ لفض العراك، وأقالوا الرئيس الذي فشل في رئاسة الدولة نزولا على رغبة الجماهير التي مكنته من أغلبية الأصوات للفوز، وهكذا سقط ديمقراطيا وبأغلبية الشارع، الذين وكلوه وأوصلوه للحكم سحبوا منه هذه الوكالة وهو حق لهم، لكن شهوة الحكم والتسلط عند فصيل الإخوان رفضت ذلك وبغت فوجب قتالها حتى تفيء إلى أمر الله. لك الله يا مصر.. لأن هذا البغي الإخواني وما أحدثوه من دمار اجتماعي وعمراني واقتصادي سيعطل أي جهود تنموية لسنوات، هي تجربة مريرة، ولكنها فضحت الإسلامويين وادعاءاتهم وأنهم يشترون بدين الله ثمنا قليلا.
مشاركة :