توقع المبعوث الأممي لسوريا سقوط ما تبقى من معاقل "داعش" في سوريا خلال شهرين، معتقداً أنه خلال سنة من ذلك "يمكن إجراء انتخابات يعتد بها بحق". فيما أعلنت "قوات سوريا الديموقراطية" سيطرتها على المدينة القديمة في الرقة. قال مبعوث الأمم المتحدة لسوريا، ستافان دي ميستورا، اليوم الجمعة (الأول من أيلول/سبتمبر 2017) إن ما تبقى من معاقل تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا سيسقط على الأرجح بحلول نهاية تشرين الأول/أكتوبر المقبل وهو ما يجب أن يدفع المجتمع الدولي للضغط من أجل إجراء انتخابات حرة ونزيهة. وقال دي ميستورا خلال مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "ما نشهده في رأيي هو بداية النهاية لهذه الحرب... ما نحتاجه هو ضمان أن يكون ذلك أيضاً بداية للسلام. يبدأ التحدي في تلك اللحظة". وذكر أن هناك ثلاثة أماكن لا تزال أبعد ما تكون عن الاستقرار وهي الرقة ودير الزور وإدلب. وقال "ستحين لحظة الحقيقة بعد الرقة ودير الزور وهي مسألة ستحسم خلال بضعة أشهر. إذا قدم المجتمع الدولي المساعدة لكل من المعارضة والحكومة بالضغط على الحكومة لقبول تفاوض حقيقي فخلال سنة يمكن إجراء انتخابات يعتد بها بحق". وقال دي ميستورا "من المرجح أن تحررها (ديرالزور) الحكومة السورية والروس ما بين الآن ونهاية هذا الشهر وربما بحلول أوائل أكتوبر". وأضاف أن الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية "سيحرران الرقة على الأرجح بنهاية أكتوبر". وتابع قوله إن المنطقة الثالثة وهي إدلب "تنتشر بها جبهة النصرة" في إشارة إلى الجماعة، التي كانت تتبع تنظيم القاعدة والتي غيرت اسمها إلى جبهة فتح الشام واندمجت مع جماعات أخرى. لكنها لا تزال القوة الوحيدة في الحرب السورية، بالإضافة لتنظيم "الدولة الإسلامية"، التي تصنفها الأمم المتحدة منظمة إرهابية. وذكر أن الدرس المستفاد من مدينة الموصل العراقية هو أنه يجب إجراء انتخابات نزيهة بعد انتهاء الحرب السورية تحت إشراف الأمم المتحدة ودون تهميش للأقليات. وقد يترك اتفاق سلام لا يمثل الجميع الباب مفتوحاً أمام صعود "الدولة الإسلامية" مرة أخرى. وقال دي ميستورا "حتى من يعتقدون أنهم فازوا في الحرب، أي الحكومة، سيحتاجون للقيام ببادرة وإلا ستعود داعش خلال شهر أو شهرين". صورة من الأرشيف وذكر أنه ليس من مصلحة أحد عودة "الدولة الإسلامية" في سوريا وأضاف أن حلفاء الأسد في موسكو "يريدون حتماً استراتيجية خروج". وقال "نقترب من تفاهم ما، حتى بين أولئك المشاركين في الصراع، على أن الأولوية لإنهاء الأمر. ما نحتاجه هو إنهاء الأمر بشكل دائم، لا مجرد أن ننهي الصراع وحسب". وميدانياً، سيطرت "قوات سوريا الديموقراطية" الجمعة وبدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن على المدينة القديمة في الرقة، معقل تنظيم "الدولة الإسلامية" الأبرز في سوريا، وفق ما قال متحدث باسمها لوكالة فرانس برس. وقال طلال سلو "تمت السيطرة اليوم على كامل المدينة القديمة في الرقة بعد معارك مع داعش"، مشيراً إلى أن "قوات سوريا الديموقراطية" باتت على "مشارف المربع الأمني للتنظيم في وسط المدينة حيث تتواجد كافة مقراته الرئيسية". خ.س/ح.ع.ح (رويترز، أ ف ب)
مشاركة :