مؤكدًا على ضرورة إغناء المحتوى الإلكتروني بالمجالات الثقافية المختلفة، أقام علي سبكار، رئيس النادي العالمي للإعلام الاجتماعي، محاضرة تفاعلية بعنوان «استثمار قنوات الإعلام الاجتماعي في الثقافة»، مساء الثلاثاء (8 أغسطس)، بـ«مركز عبدالرحمن كانو الثقافي»، وذلك ضمن موسمه الثقافي الثالث والعشرين، إذ استهل سبكار محاضرته بتعريف وسائل الإعلام الاجتماعي، وضرورة الاستفادة من هذه الأدوات المتنوعة، والتي تخدم مختلف المجالات الحياتية والثقافية.في مستهل محاضرته لفت سبكار إلى أهمية «التعريف الشخصي الصريح للفرد المستخدم لوسائل التواصل» مبينًا أننا ومن خلال وسائل التواصل، نخلق هويتنا، ولابد أن تكون هذه الهوية حقيقية، مع مراعات كافة المحاذير والأخلاقيات التي تعكس، كما في الواقع، هذه الهوية، وتمثلها، فهي في نهاية المطاف امتداد لشخصيتك الحقيقية في الواقع المجتمعي، وما وسائل التواصل «إلا مجلس عالمي كبير، يتواجد فيه ملايين الأفراد»، وكما أننا نراعي الظهور بشكل لائق في المجلس الواقعي، كذلك علينا مراعات هذا الجانب عند تواجدنا في هذا المجلس الافتراضي. وعرَّج سبكار على أساليب توظيف تواجد المثقفين والأدباء والشعراء والفنانين وغيرهم، في هذا الفضاء، وضرورة تفاعلهم لأغنائه بالمحتوى، مؤكدًا أن المثقف «هو المطلع الباحث عن مادة أو محتوى»، وما وسائل التواصل إلا «محتوى يضيفه كل شخص، حسب تخصصاته وهواياته»، ومن هذا المنطلق دعا سبكار المثقفين والفنانين، إلى إغناء هذا المحتوى بتخصصاتهم ومعارفهم، «إن دور المثقف دور كبير في نشر الثقافة والأدب من خلال وسائل التواصل، فهو أكبر قناة لنشر الثقافة العامة، والخاصة». ولفت سبكار إلى أن وسائل التواصل فضاء مفتوح للنشر في مختلف التخصصات والمعارف والعلوم، بل أن منصات وسائل التواصل، التي يبلغ عددها (1600) منصة، تتعدد في وظائفها، فمنها ما هو مخصص لنشر النصوص، وآخر للصور، وثالثة للقراء، ورابعة للتوظيف، وخامسة للفيديو، والتمثيل، والفن، وغير ذلك الكثير.. «وما على المثقف إلا أن يختار المنصة المناسبة لاهتمامه، لينطلق من خلالها، ويعمل على إنشاء محتوى، يمكن للآخرين الاستفادة منه، والاطلاع عليه، فهذه المنصات وسيلة لا مثيل لها ليقدم المثقف نفسه من خلالها للآخرين». وأكد سبكار بأن وسائل التواصل «بحاجة إلى الأدباء والفنانين والمثقفين، ليسوقوا أنفسهم، ويعرفوا بموهبتهم»، منوهًا إلى أن «كما كل شيء، فوسائل التواصل الاجتماعي، سلاح ذو حدين، وعلينا وضع المحاذير، والالتزام بالاخلاقيات، والانتباه لكل ما نقول ونكتب»، داعيًا المثقفين «لعدم انتظار المسؤولين والوزراء للقيام بأدوار تثقيفية ومعرفية، فدورك كمثقف هو أن تنشر ثقافتك، لا أن تنتظر الوزير ليقوم بذلك، فدور الوزير أو المسؤول إدارة وزارته، ودور المثقف إشاعة الثقافة». وشدد سبكار على ضرورة أن ينشط المثقفون في هذه الوسائل، مفترضًا «لو أن كل قارئ استعرض كتابًا كل أسبوع، وكل أديب نشر قصيدة، وكل فوتوغرافي نشر صورة مع إضافة بيانات التقاطها وزمنيتها، وكل فنان وخطاط وممثل شارك في إغناء هذا المحتوى، فإن النتيجة ستكون ولابد محتوى ثقافي مليء بالفائدة للفرد والمجتمع». وبيَّن سبكار بأنه لابد من وضع الأهداف لكيفية استثمار هذه الوسائل في الثقافة، وأول الأهداف هو التعرف على أسس الاستخدام، لكي لا تقع في المحاذير، كما دعا المثقفين الذين يجدون صعوبة في التعامل مع هذه التكنولوجية إلى اللجوء إلى ابنائهم الشباب «لدى الشباب طاقة كبيرة للتعرف على هذه الوسائل واستخدامها، وما على المثقف الذي يجد صعوبة في التعامل مع هذه الوسائل، إلا التعلم من هؤلاء الشباب، أو اللجوء لهم لإدارة حساباتهم»، مؤكدا أن لدى الشاب طاقة على أن يكتب، لكنها طاقة حماسية تفتقر للحكمة، بينما «يمتلك الأكبر سنًا هذه الحكمة، التي يمكن من خلال التعاون، أن تخلق فارقًا». وختم سبكار بالإشارة إلى بعض الأرقام التي تتعلق باستخدام وسائل التواصل في المملكة، إذ يتبين أن (الفيسبوك) يتصدر عدد المستخدمين، بمحصلة (800) ألف مستخدم من مواطنين ومقيمين، ثم يجيء (تويتر) (500) ألف، وكذلك (انستغرام)، «فماذا لو شكل عدد من هؤلاء محتوى ثقافي؟».
مشاركة :