القاهرة: «الخليج» يؤدي الجانب النفعي في المنتجات الحرفية التقليدية دوراً مهماً في تنوع هذه المنتجات، التي دائماً ما تكون تلبية لمتطلبات الناس، لتفي باحتياجاتهم المعيشية ومناسباتهم الاحتفالية المتنوعة، وهي في خصوصيتها تعكس دور الخبرة وتناقل المعرفة من جيل إلى جيل، كما أنها تبرز الوجه الجمالي لتراثهم.ومن هنا كان للحِرف التقليدية دور مهم باعتبارها أحد عناصر الثقافة الحرفية في التعبير عن استكمال الجوانب الاحتفالية الشعبية عند أفراد كل مجتمع من المجتمعات، كما يأتي اهتمام هذه الدراسة لمحمد دسوقي وعنوانها: «الشموع والفوانيس والخيامية في حي الدرب الأحمر»، بدراسة بعض الحرف التقليدية والتعرف إلى الطرق المختلفة لتصنيعها، والكشف عن خصائص القائمين على صناعتها، والطرق المتبعة في زخرفتها وتجميلها، ودراسة أساليب تسويقها، إضافة إلى التعرف إلى الدور الذي تؤديه هذه المنتجات الحرفية في المناسبات الاحتفالية المختلفة، التي تتطلب وجود هذه الحرف التقليدية والكشف عن الحكمة الشعبية في اختيار منتج دون آخر، والارتباط به دون غيره والحفاظ عليه، ليضفي وجودها في مناسبات بعينها قدراً كبيراً من استكمال الجوانب الاحتفالية.كما حرصت الدراسة على التعرف إلى الحرف التقليدية المرتبطة بالممارسات الاحتفالية الشعبية، وتم اختيار منطقة «الدرب الأحمر» وسط القاهرة الفاطمية، للوقوف على طبيعة تلك الحرف وخصائصها الوظيفية والجمالية، ودورها في إضفاء المظهر الاحتفالي على المناسبات الترويحية والدينية، وكان للعوامل الاقتصادية وتنوع الخامات ومصادرها أثر كبير بوجه عام على طرق إنتاجها، التي أثّرت بشكل كبير على استقبال مستهلكيها، وعلى تواصل الحرفة ذاتها مع رصد القواعد التي أهلتها للاستمرار.تبدأ الدراسة بالشموع وارتباطها بكثير من المناسبات التي يحتفل بها المصريون وغيرهم، وتلقي الضوء على مواقع إنتاجها، ثم تعرض لمراحل التصنيع ومراحلها، حتى تصبح الشموع منتجاً يفي بحاجات مستخدميها، وقد حاولت الدراسة حصر الأشكال المتعددة للشمع.تعرضت الدراسة لفانوس رمضان ومراحل تصنيعه وعوامل تطوره، وركزت على تصنيعه من خلال الورش التي تقوم بذلك في حي الدرب الأحمر، وتناولت الدراسة فن الخيامية تاريخياً، والخامات التي تستخدم في هذه الحرفة، وعلاقة الخيامية بعادات ومعتقدات المصريين.
مشاركة :