أمل سرور لم تعد هناك حاجة لزيارة الطرف الآخر من العالم، وتحديداً النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، فأنت تحط بقدميك على واحة من الثلج الأبيض، لتنعش صيفك الساخن وتبدله إلى شتاء بارد.فقط على أرض «حلبة دبي للتزلج» تطلق العنان لحواسك، تضحك من قلبك، تمرح وتلهو، ربما تفقد توازنك إلا أنك أبداً لن تيأس ستحاول وتكرر محاولاتك، خاصة عندما تكون مُتدرباً على أيدي مدربين متخصصين في مدرسة التزلج.ما إن تجتاز بوابة دخول أحد أهم المراكز التجارية في الإمارات «دبي مول»، وتعبر الممرات الكثيرة متبعاً تلك اللافتات التي تساعدك على الوصول إلى ضالتك المنشودة، وعندما تقف أمام حلبة دبي للتزلج تشعر بأنك هبطت بطائرة لا تعرف متي أقلعت بك ووصلت إلى دنيا أخرى وعالم مختلف وجديد، ضحكات الصغار، ولهو الكبار، ونسمة الهواء الباردة التي تستقبلها بكل ترحاب على وجهك تعطيك انطباعاً بأنك تقف أمام وجهة عائلية بامتياز، خاصة عندما تتأمل تلك المدرجات التي تتسع لنحو 350 شخصاً، والتي لا تملك سوى أن تمتطيها لمراقبة الأجواء من حولك.تصطدم عيناك بتلك الشاشة العملاقة التي تقوم بعرض وتصوير ما يجرى على أرض الحلبة، والتي تحتضن بين جنباتها العديد من المقاهي التي توفر أجواء مميزة من الراحة والترفيه لجميع أفراد العائلة. أنصت جيداً لبعض الشباب الجالسين بجانبي، عندما همس أحدهم قائلاً: لقد أصبحت تلك الحلبة الوجهة الرسمية لاستضافة مباريات «كأس الإمارات لدوري الهوكي على الجليد»، إضافة للمدرسة الضخمة التي تتبناها الحلبة والتي تتيح لمختلف الفئات العمرية من خلال برامجها تعليم التزلج على الجليد». كالفراش يحوم في الأجواء، أجساد هي أم أرواح تلك التي تطير في الهواء؟، ما كل تلك الخفة والرشاقة والمرونة في التعامل مع الكتلة الجليدية التي بدت وكأنها تعشق من يجوبها ليلامسها؟، بالتأكيد هي حالة تنتاب كل من يفكر الدخول إلى عالم هذه الحلبة. أسئلة كثيرة وعلامات استفهام راحت تلاحقني طوال فترة مراقبتي وتأملي للحركات الرياضية التي يؤديها مجموعة من الشباب والفتيات الذين التحقوا بمدرسة دبي للتزلج.أرياضة أم فن؟، سؤال شغلني وسرعان ما أجابتني عنه نوريان الفتاة التي دخلت إلى عالم التزلج منذ ما يقرب من 3 سنوات قائلة:»الاثنان معاً. أشعر بأن كل عضلات جسدي تتحرك، وهذا ما يدفعني للقول إنها رياضة، أما الفن فهو التوحد مع الزلاجات لنتحدث معاً لغة الجليد، ويالها من لغة تُحس، وتغزو القلوب وتنقيها، والحق أن مدرسة دبي للتزلج قد أفادتني كثيراً، خاصة وأنها تعتمد على مدربين متخصصين لديهم القدرة والكفاءة العالية على تعليمنا».مايوكا الفتاة الإيرلندية الجنسية، والتي كانت تستعد للدخول إلى الحلبة لبدء ساعة تدريبها، بدأت حديثها بالقول:»الحقيقة أن «حلبة دبي للتزلج» تتطلع باستمرار إلى تقديم طرق جديدة ومميزة لمساعدة المبتدئين على تعلم أصول التزلج على الجليد بسهولة وفي أجواء عائلية مملوءة بالمرح والتسلية، وهو ما شعرت به عندما استخدمت مجموعة الزلاجات الجديدة التي تحمل اسم «بوبي» والمصممة على شكل فقمة، والتي تساعدنا على الحفاظ على توازنا أثناء حركتنا، كما يمكن استخدامها لجلوس أحد من أفراد أسرتنا للاستمتاع بجولة تزلج يقومون بها أثناء قيامنا بالتدريب». الطفل بوب الذي لم يتعد ال 12 عاماً ويمارس هوايته من خلال المدرسة، يقول: «من خلال التدريبات تعلمنا حركات جديدة، وأصبحنا ننتقل ونتزلج في أرجاء الحلبة بسلاسة، وبأسلوب يعزز ثقتنا بأنفسنا ويشجعنا أكثر على الممارسة، لتحسين المهارة مرة تلو الأخرى». آلينا نور، المقيمة في الإمارات بعد أن انتهت من دراستها في إحدى جامعات كندا، تعلق قائلة: «أكثر ما أعجبني في تلك الواحة الثلجية وجود العنصر التعليمي في المكان، خاصة أن الأمر لا يتوقف على محترفي التزلج فقط، إنما ينسحب على أولئك الذين يتوقون لتعلم هذه الهواية، لذلك أعجبت بالدورات التدريبية التي تخصص للأطفال والكبار».
مشاركة :