سيطرت «قوات سورية الديموقراطية»، تحالف فصائل كردية وعربية، امس بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن على المدينة القديمة في الرقة، معقل «داعش» الأبرز في سورية، وفق ما قال ناطق باسمها لوكالة فرانس برس. وقال طلال سلو «تمت السيطرة اليوم على كامل المدينة القديمة في الرقة بعد معارك مع داعش»، مشيرا الى ان «قوات سورية الديموقراطية باتت على «مشارف المربع الامني للتنظيم في وسط المدينة حيث تتواجد كافة مقراته الرئيسية». وكانت «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) أعلنت سيطرتها على 65 في المئة من مدينة الرقة، بعد معارك مع تنظيم «داعش» بعد سيطرتها على حيين جديدين أمس. وقالت الناطقة الرسمية لغرفة عمليات «غضب الفرات» جيهان شيخ أحمد في بيان إن «قسد» سيطرت على حيي الرقة القديمة والدرعية بعد معارك وصفها البيان بالـ «قوية» دامت أكثر من شهر ضمن معركة «غضب الفرات». وأشار البيان أن «قسد» باتت تسيطر على 14 حياً وهي: «السباهية، الرومانية، حطين، الكريم، القادسية، اليرموك، نزلة الشحادة، هشام عبدالملك، المشلب، الصناعة، البتاني (الرقة القديمة ضمنها حي المنصورة وحي الرافقة) وحي الدرعية». وأضاف البيان أن الاشتباكات مع «داعش» تتركز في أحياء «المرور، البريد، النهضة، الأمين، الروضة وحي الرميلة. واستطاعت «قسد» السيطرة على معظم محافظة الرقة، منذ انطلاق حملتها في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، لتصل إلى مشارف مدينة الرقة وتقطع طرق إمدادها، بعد سيطرتها على مدينة الطبقة الاستراتيجية، بغطاء جوي ومدفعي للتحالف الدولي، ما أسفر عن موجات نزوح جماعية للمدنيين من مناطق سيطرتها. إلى ذلك، يسود توتر في مخيم المبروكة الواقع في ريف مدينة رأس العين (سري كانيه)، عقب خروج تظاهرة في المخيم، طالب خلالها المتظاهرون، من الإدارة الذاتية الديموقراطية، بالسماح لهم بالخروج من المخيم، وأبدى بعضهم رغبته بترك المخيم والانتقال إلى تركيا أو إلى محافظات سورية أخرى، وأكدت مصادر موثوقة أن إدارة المخيم سمحت للعشرات بالخروج من المخيم عقب التظاهرة. وتشهد مدينة الرقة أوضاعاً كارثية مع التناقص الحاد في مخزون المواد الغذائية المتبقية لدى آلاف المواطنين الذين لا يزالون متبقين في مناطق سيطرة «داعش». وأبلغت مصادر موثوقة «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «داعش» بات يترك جرحاه والجرحى المدنيين، من دون أن يقوم بإسعافهم، ووجه تعميماً شفهياً إلى الجميع، «أن يقوم كل بخدمة نفسه»، بينما يقوم التنظيم بإعدام أي شخص يجري تواصلات مع جهات عسكرية أو سياسية خارج الرقة، ويقوم بتنفيذ حكم الإعدام بحقه داخل مناطق سيطرته في المدينة. ومع تضييق الخناق على عناصر التنظيم، بدأ التوتر يزداد في مدينة الرقة، وسط استياء لدى عناصر «داعش» المتبقين داخل مدينة الرقة. وعلم «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن التنظيم يوجه الاتهامات للأهالي بأنهم «منافقون وكفار وعملاء لقوات سورية الديموقراطية والتحالف». وأكدت المصادر أن التنظيم، نفذ إعدامات طاولت عشرات المدنيين من رجال وشبان وفتيان بتهمة «العمالة لأميركا والتحالف الدولي وقوات سورية الديموقراطية». ويترافق تردي الأوضاع الإنسانية والأمنية داخل مدينة الرقة، وتهاوي معنويات عناصر التنظيم مع استمرار القتال بين «قوات سورية الديموقراطية» المدعمة بقوات خاصة أميركية من جهة، وعناصر «داعش» من جهة أخرى، على محاور في حي المرور وبالقسم الغربي من المدينة، ومحيط مركز ووسط المدينة، وسط قصف من قبل قوات عملية «غضب الفرات» على مناطق في المدينة.
مشاركة :