كان واضحاً منذ ظهور تنظيم «داعش» الإرهابي وادعاءات «حزب الله» بأنه دخل في الحرب السورية لمحاربة الإرهاب أنهما وجهان لعملة واحدة، ولطالما نشرنا تقارير وكشفنا الستار عن تشابه الأهداف بين التنظيمين، بالإضافة الى نقاط الالتقاء المتعددة والأهم من ذلك التغذية العسكرية والمالية الواحدة، ألا وهي «رأس الأفعى» في نشر الإرهاب والتطرف النظام الإيراني الحالم دوماً بنفوذ في المنطقة والساعي لمنافسة القوى العظمى في بسط السيطرة والتحكم بموازين القوى. وقطعت فضيحة تهريب مسلحي «داعش» الشك باليقين بأن كل هذه التنظيمات الإرهابية تعمل وفق سيناريو واحد ألا وهو تنفيذ مشروع ولاية الفقيه في المنطقة، فما هو شكل المرحلة المقبلة وما الدور الذي سيقوم به كل من «داعش» و«حزب الله» الذي يعد وجود أحدهما «الأوكسجين» لبقاء الآخر؟ الهلال الشيعي ويشدد عضو الامانة العامة لقوى 14 آذار المحلل السياسي نوفل ضو في تصريح لـ«اليوم» على أن «الهدف الاستراتيجي لحزب الله هو وضع يده على الدولة اللبنانية كجزء من مشروع اقليمي يهدف إلى الاستيلاء على العراق ولبنان وهو ما تحدث عنه الايرانيون سابقاً. وأضاف: لهذا السبب يسمح حزب الله لنفسه التعاطي مع أي كان بالطريقة التي يحددها هو في سبيل خدمة مشروعه، وبات واضحاً اليوم انه بعدما انتقل الحزب من القضايا الأساسية أي القضية الفلسطينية التي اصبحت هامشية الى حد ما بالنسبة الى ايران في مقابل أولوية السيطرة على المنطقة، لهذا فإن تنظيم داعش هو علة وجود حزب الله الان، وبالتالي فإن همه هو ان لا يقضي عليه، ولذلك يقدم له مبررات كثيرة تخدم بقاءه على قيد الحياة السياسية ليبقى لدى حزب الله مبرراً للوجود بعدما سقط مبرر القدس والقضية العربية الكبرى».انتقال المسلحين ويوضح ضو أن «داعش يستمد قوته من حزب الله والعكس صحيح، وهذا الحديث ليس جديداً، فلقد سبق ونشرت تقارير كثيرة عن اسامة بن لادن الذي يعد الأساس في كل هذه التنظيمات المتطرفة، كشف فيها انه أمضى فترة في إيران وأن كل قادة القاعدة يحظون بالرعاية الايرانية، كما أن الجميع يعلم ان قادة التنظيمات الارهابية والمتطرفة اطلق سراحهم من سجون النظام العراقي الذي كان يتبع لإيران، ومن سجون النظام السوري، وبالتالي فليس من المستغرب ان يكون قد تم اخلاء مسلحي داعش من الجرود اللبنانية نحو مناطق جديدة في سوريا لتغذية استمرار الحرب، فلا يمكن لحزب الله ان يعيش او يستمر الا على منطق الحرب، فهو يرفض المنطق الديموقراطي وبالتالي مبرر وجوده هو الحرب والسلاح، لهذا فإن من مصلحته بعيداً عن الشعارات التي يطلقها ان يبقى قادرا على تأمين بؤر توتر معينة كي يبقى لديه حجة وتبرير لبقاء سلاحه». ويجزم المحلل السياسي أن «هنالك صراعا كبيرا دائرا بين القوى العظمى مجتمعة وبين ايران في المنطقة، ومن الواضح مهما اختلفت مصالح القوى العظمى، الا انه في النهاية هي قادرة على الاتفاق وعلى تبادل المصالح في أكثر من منطقة سواء في منطقة الاتحاد الروسي، أو في اوروبا وفي الشرق الأوسط، وستشعر انها خارج لعبة الكبار، وما يحصل اليوم هو محاولة من قبل حزب الله وايران لعرقلة المشروع الكبير الذي يطلق عليه ايجاد تسوية في سوريا وايجاد تسوية في المنطقة».بقاء التنظيمين وجدد نوفل ضو التأكيد على أن «النظام الايراني وحزب الله قد وضعا الرأي العام منذ فترة تحت خدعة انهم انتصروا، وان انتصارهم العسكري سوف يترجم انتصاراً سياسياً في المنطقة او في المناطق والدول التي تخضع تحت سيطرتهم لانه من المؤكد على الأرض ان أي تسوية سياسية مهما تكن مقوماتها تنهي مبرر وجود ايران وحزب الله المسلح في تلك الدول، وبالتالي فإن أي تسوية هي تضييق للنفوذ الايراني على مستوى المنطقة، وتعتبر عملية ضرب واستهداف مباشر لكل ما يحكى عن الهلال الشيعي الايراني الفارسي الذي يبدأ من إيران ويمر بالعراق وسوريا ولبنان، أي السيطرة على بلدان البحر المتوسط، او محاولة الايحاء انهم تمكنوا من الوصول الى البحر المتوسط والحدود مع اسرائيل. وأضاف: أي تسوية في سوريا أو إعادة جدية لبناء منطق الدولة في العراق وأي تسوية في اليمن أو تسوية على الساحة اللبنانية ستضعف حزب الله وايران. وختم حديثه بالقول: باعتقادي ان ما يحاول حزب الله وايران افتعاله الآن، هو ابقاء داعش على قيد الحياة، واستخدامه بشكل متنقل في أكثر من منطقة للضغط على مشروع التسوية في محاولة لانتزاع شيء من النفوذ، وهذه السياسة انتهجها حافظ الأسد وابنه، أي هي تعد محاولة لخلق التطرف لتبرير ايجاد وظيفة لهم».
مشاركة :