تعتبر منطقة تبوك من المناطق التي لازالت تحتفظ بإرثها الشعبي بالرغم من التمدن الذي طال المدينة ، والاعياد من ضمن هذه الموروثات وتشمل الفطر والاضحى . ففي البادية يكون هناك مجموعات من البدو في بيوت الشعر وتتكون عادة من أربع الى عشر عوائل مجتمعين في أحد الأماكن البرية وكانوا يعرفون دخول العيد بأمرين إما برؤية الهلال أو الإعلان في الراديو وفي يوم العيد يقومون بلبس ملابس جديدة وغالبا ماتتكون من الثوب والشماغ والعقال المرودن وبعدها يقومون بأداء صلاة الفجر والبقاء بمصلاهم حتى ارتفاع الشمس ومن ثم يقومون بالانصراف الى منزل كبير العوائل نظرا لأن العدد لايكفي لإقامة صلاة العيد ، ويتناولون القهوة ويتبادلون التهاني بالعيد وكذلك الحال بالنسبة للنساء وبعدها يتناولون طعام الأفطار وعادة يكون أما بالمنسف ( اللحم والأرز أو المجللة أو الجريش وتختلف الأكلات من مكان لآخر وكذلك على حسب الحالة المادية للمضيف . والعيد في المناطق البرية يكون له مذاق خاص عند البدو حيث أنهم يقومون بمعايدة بعضهم البعض في المضارب الأخرى على الجمال التي تكون مزينة بالدناديش والأهازيج ويقومون بزيارة بعضهم ويرون أن صلة الرحم أمر مهمّ جدا في مثل هذه الأيـام ، وفي فترة العصر الى المغرب يكون هناك سباقات للابل في بعض المضارب وتكون الجوائز عبارة عن أكياس من الشعير أو البر . وحينما يقوم البدو الرحل بزيارة للمضارب الأخرى فإن أهل المضرب الآخر يقومون باستقبالهم بأعيرة نارية تعبيرا عن فرحهم بقدوم الضيوف والمعايدين ويتناولون القهوة والشاهي ومن ثم يتناولون أما وجبة الغداء أو العشاء والتي هي بالعادة تكون عبارة عن منسف ( اللحم والأرز ) وفي مضارب أخرى يعتبرون قدوم العيد شيئا مهما فبعض البدو يقومون بإتمام مراسم الزواج في العيد من مبدأ ( جعل الفرحة فرحتين) ومن جهة أخرى والحديث لازال بفرحة العيد في المناطق البرية تقوم عائلات من المدينة وأفراد بزيارة أقربائهم في المناطق البرية ويقومون بجلب الهدايا معهم والتي تتكون من الأرز والسكر والشاهي) وهي من الأمور الأساسية لدى البدو الرحل في محل إقامتهم وهم بهذا يقومون بالمعايدة من جهة وصلة الرحم من جهة أخرى ويستمر العيد لديهم ثلاثة أيـام ولكن ليس بالراحة المتصورة فهم يقومون برعي أغنامهم وأبلهم في المراعي في أيام الأعياد خلاف سكان المدينة . العيد في المدن وعلى النقيض تمـاما في الأعياد في المدن فتبدأ التجهيزات من قبل عشرة أيام من دخول العيد فتجد ربّ العائلة يقوم باصطحاب أسرته وأطفاله الى الأسواق لشراء ملابس العيد ومن ثم شراء حلويات العيد ، وفي يوم العيد يقوم رب العائلة باصطحاب أطفاله وأسرته الى المسجد لأداء صلاة العيد ومن ثم العودة الى المنزل لاستقبال المهنئين من الأقارب والجيران وأذا كان لديهم كبير في العائلة فإنهم يبدأون معايدتهم بزيارته من المسجد مباشرة . وعادة يكون كبير العائلة يوجد لديه أفطار يدعو له الأقارب والجيران بحيث يقومون بالاجتماع بمنزل واحد وذلك للمعايدة بدلا من القيام بالذهاب لكل قريب بمنزله على حدة وتمتد الى صلاة الظهر ، وتبدأ مجدداً بعد صلاة العصر للعشاء ويختلف كبار العائلة في جمع أقاربهم فمنهم من يجمعهم على الافطار ومنهم من يجمعهم على الغداء أو العشاء .
مشاركة :