تفاصيل صغيرة لـ"الدفق البشري" في البندقية السينمائي

  • 9/2/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

البندقية (ايطاليا) - في فيلم "هيومان فلو" (الدفق البشري) الوثائقي الذي عرض الجمعة في اطار المسابقة الرسمية لمهرجان البندقية السينمائي، سعى الفنان الصيني المعارض اي واي واي الى اعطاء وجه انساني لازمة اللاجئين والمهاجرين. في وسط مخيم لاجئين، يصرخ طفل في وجه والدته لتعطيه حذاءه الجديد. انه مشهد كمشاهد اخرى الا انه يظهر الحس الانساني الذي سعى اليه اي واي واي في كل ارجاء العالم من اجل انجاز فيلمه الطموح هذا. واوضح الفنان على هامش الدورة الرابعة والسبعين لاقدم مهرجان سينمائي في العالم، انها تفاصيل لا ترويها وسائل الاعلام عندما تغطي ازمة هجرة. وقال الفنان الذي اصبح رمزا عالميا للمعارضة "نشاهد يوميا تحقيقات حول هذه المآسي لكن بعد العمل لفترة على هذه المسألة يتبين ان كل هذه التحقيقات مشابهة فهي تركز على ما هو صادم، على العنف والازمة". واكد آي واي واي الذي احتفل قبل أيام بعيد ميلاده الستين "فيلمنا مختلف. يحاول ان يضع اللاجئين في اطار تاريخي واضفاء انسانية عليهم ورواية حياتهم اليومية: كيف تحمل ام طفلها وكيف يشعل رجل سيجارته. كل هذه التفاصيل تستوقفنا. ويمكننا ان نفهم من خلالها انهم بشر حتى في هذه الظروف التي لا يمكن تصورها". وشدد اي واي واي على ان الصحافة تسعى قبل كل شيء ومنذ البداية على جمع الصورة الصادمة في حدث ما. وفي ما يتعلق باللاجئين "لم تهتم فعلا لمعرفة من هم هؤلاء اللاجئون والاسباب التي تقف وراء وجودهم هنا". جدار جميل وفي الوثائقي يقوم اي واي واي برحلة طويلة تقوده الى جزيرة ليسبوس اليونانية التي اصبحت نقطة دخول المهاجرين الى اوروبا في 2015 و2016 او مخيم داداب الشاسع للاجئين في كينيا مرورا بغزة والحدود بين افغانستان وباكستان وساحات المعارك في العراق قبل ان ينهي جولته بين المكسيك والولايات المتحدة حيث وعد الرئيس الاميركي دونالد ترامب باقامة "جدار جميل". وسبق لاي واي واي ان تحدث عن ازمة اللاجئين من خلال عمله ولا سيما عندما زنر مبنى كونسترهاوز في برلين حيث يقيم الان، بالاف سترات النجاة البرتقالية التي اخذها من ليسبوس او من خلال استخدام جسمه لمحاكاة صورة الطفل السوري ايلان كردي الذي لفظ البحر جثته، والتي اصبحت رمزا لازمة اللاجئين. واوضح متحدثا عن عمله "حاولت يائسا ان اطلق صرخة ان اسمع صوتي. لكني ادركت ان الامر غير كاف". ومن هنا اتته فكرة الفيلم "لاعبر عن كل ما تعلمته وان ابرز اناسا اخرين". وسبق للفنان الصيني الذي وضع في الاقامة الجبرية مدة ثلاثة اشهر في الصين العام 2011، ان انجز عدة افلام وثائقية الا انها المرة الاولى التي يخوض غمار فيلم طموح كهذا عمل على انجازه 200 شخص وهو يجمع بين النص الشاعري احيانا والصور والمشاهد المصورة. وقال المنتج التنفيذي للفيلم اندرو كوهين "الشخص لا يشاهد الفيلم بل يخوض تجربته". واكد كوهين "هذا ليس بفيلم تثقيفي او جدلي فهو لا ينحاز لاحد. واي واي واي ليس مراسلا صحافيا مع انا مضخمة فهو بنفسه لاجئ منذ فترة طويلة مع موهبة واقعية وعملية تنقلنا مباشرة الى قلب تجربته".

مشاركة :