قال سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وزير الخارجية: «إن التطورات الأخيرة ذات الصلة بالأزمة الخليجية لم نكن في حاجة لها، خاصة في هذه الفترة الزمنية التي تشهد نزاعات متعددة». وأكد سعادة وزير الخارجية -خلال مؤتمر صحافي مشترك أمس مع سعادة السيد ديديه ريندرز وزير خارجية مملكة بلجيكا- أن الأزمة الخليجية مفتعلة، وأنها اندلعت على أساس هجوم إلكتروني استهدف دولة قطر، تبعه حصار للشعب القطري ما زال متواصلاً لأكثر من تسعين يوماً. وأضاف: «لقد وصل اليأس بدول الحصار لدرجة شراء ثوانٍ إعلانية في محطات تلفزيونية مختلفة لتسوّق أفكارها ضد دولة قطر»، مشيراً إلى أن نظيره البلجيكي يدرك جيداً أن قطر تشارك في الجهود العالمية لمكافحة الإرهاب، وتعمل مع شركائها على المستوى الدولي لمواجهة الإرهاب وتمويل الأنشطة الإرهابية. وقال سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني: «لقد تحدّثنا عن الإرهاب بمفهومه الحقيقي، وفقاً للتعريف الدولي، وليس بالاستناد إلى تعريفه من جانب دول الحصار». ووصف سعادة وزير الخارجية الاجتماع الذي عقده مع نظيره البلجيكي بأنه كان مثمراً، حيث ناقش العلاقات التي تجمع بين دولة قطر ومملكة بلجيكا، إضافة إلى الاتفاقيات المختلفة التي ستُوقّع خلال زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى مملكة بلجيكا. وأضاف: «إننا نثمّن دور بلجيكا في المسائل المختلفة على المستوى الإنساني بالمنطقة، خاصة في سوريا».. مؤكداً أن دولة قطر تناصر بشدة مسألة محاسبة مجرمي الحرب، «ونعرب عن رغبتنا وإرادتنا في تعزيز هذا التعاون في المستقبل». وقال سعادة وزير الخارجية: « لقد حظينا بفرصة مناقشة التطورات المختلفة ذات الاهتمام المشترك في ليبيا والعراق، بالإضافة إلى مسألة مكافحة الإرهاب وتمويل المراكز الإسلامية بأوروبا»، مشدداً على أن «دولة قطر تشجّع أي فكرة أو آلية جديدة تؤكد على مبدأ الشفافية في ما يتعلق بالتمويل وتبادل المعلومات لمكافحة الإرهاب». من جانبه، قال وزير الخارجية البلجيكي إنه ناقش مع سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني العلاقات الثنائية بين البلدين، كما جرى التطرق إلى الأوضاع في المنطقة التي تشهد نزاعات مختلفة. وأضاف سعادة السيد ديديه ريندرز: «أن بلاده تعمل مع قطر علي مكافحة الإرهاب، وإن الإتهامات ضدها تحتاج أدلة ، وأن هناك نقاشات مستمرة بين الحكومتين حول عدد من الاتفاقيات، ونحن منفتحون للغاية لكي نستكملها، وهذا الأمر سيكون ممكناً خلال زيارة سمو أمير دولة قطر إلى بلجيكا قبل نهاية السنة الحالية، ويشرّفنا أن نستقبل سموه في بلجيكا». وتابع: «كما أننا نعمل سوياً في مجال مكافحة الإرهاب وفي أماكن مختلفة من العالم كسوريا والعراق، وبناء على المحادثات المختلفة مع دول الخليج، فإننا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لكي نوقف تمويل الأنشطة الإرهابية»، مشيراً إلى أن «بلجيكا وبقية أوروبا تضم جالية مسلمة مهمة، تحتاج إلى مساعدات لتأمين التعليم وبناء المساجد؛ لذلك كانت هناك مناقشات موسّعة بين البلدين في هذا المجال، كما أننا سنواصل النقاش مع دولة قطر حول كيفية تنظيم سبل لتمويل المراكز والمؤسسات الإسلامية». وقال سعادته: «منذ أسابيع، التقيت بوزير خارجية السعودية، ونحن في بلجيكا وأوروبا مستعدون للمساهمة في الحوار مع أطراف المنطقة»، مشدداً على أن «هذه المهمة تقع على عاتق الأطراف الخليجية، لكننا مستعدون للمساعدة إذا استدعت الحاجة لتدخلنا».;
مشاركة :