ما أن اتسعت مداركه للبيئة المحيطة حوله، حتى وجد نفسه يعيش في عالم خاص، إرث فني عظيم صنعته جدته على مدار سنوات احترافها للتمثيل، حتى لم يجد بدًا من التوجه معها إلى المسرح، لحضور عروضها التي كانت تشارك فيها، وهو لا يزال ابن الـ 6 سنوات. تلك المعطيات حركت مواهبه من دون شك، لكنه اختار المجال الغنائي، حتى وجد فيه ضالته بصرف النظر عن تجاربه السينمائية التي لم يكن محظوظًا فيها، إلى أن شعر عامر منيب بضرورة تجميع أرشيفه الفني، وكأنه شعر بدنو أجله، إلى ان رحل عن عالمنا وهو في عمر 48 عامًا. يستعرض «المصري لايت»، في التقرير التالي، 14 معلومة عن الفنان عامر منيب، مع حلول ذكرى ميلاده، حسب حواريه مع «المصري اليوم» و«البيان». 14. في 2 سبتمبر 1963 وُلد الفنان عامر منيب في حي الدقي بالجيزة، ومنذ صغره تأثر طواعيةً بالوسط الفني، من واقع اصطحاب جدته، الراحلة ماري منيب، له خلال ذهابها إلى المسرح، ولم يكن تجاوز السادسة من عمره في تلك الفترة. 13. مما سبق أصبح مولعًا بالفن، مكتشفًا في نفسه حلاوة الصوت، لتكون رغبته في احتراف الغناء دون التمثيل، لكنه اضطر في تلك الفترة إلى الالتحاق بكلية التجارة، وتخرج فيها عام 1986. 12. يشاء القدر أن يصادف مجموعة من الفنانين في أحد الفنادق، وكان من بين الحضور آنذاك الموسيقار حلمي بكر، خلال الجلسة غنى أغنية «الفن» لمحمد عبدالوهاب، لينال إعجاب «بكر»، الذي طلب منه دراسة الموسيقى، ليستجيب لنصيحته ويلتحق بكلية التربية الموسيقية، ودرس فيها فنون العزف على البيانو. 11. بعد الفروغ من دراسته كوّن فرقة موسيقية واظبت على اصطحابه في حفلاته الغنائية في الفنادق، حتى استطاع إصدار أول ألبوم له في عام 1990، لكن على نفقته الشخصية، أغنياته نجاحًا مقبولاً، وتلقى عروضًا من مختلف شركات الإنتاج لتبني موهبته، إضافةً إلى رغبة القائمين على فيلم «العفاريت» الاستعانة به، إلا أنه رفض: «أعشق السينما طوال عمري، لكن تقدر تقول إن تركيزي في بداية عملي كان على عملي كمطرب، لأنني في الأساس مطرب». 10. توالت ألبوماته في السنوات التالية، منها «يا قلبي» عام 1993، و«أول حب» في 1994، و«علمتك» 1996، وألبوميّ «لسه فاكر» و«أيام وليالي» سنة 2000، و«وياك» في 2001. 9. تغير حاله إلى حد ما في عام 2002، فبجانب صدور ألبومه «الله عليك» تصدر بطولة فيلم «سحر العيون»، لكن العمل لم يحقق الإيرادات التي كان يتمناها، وعلق حينها على الأمر، حسب تصريحه لصحيفة «اليوم» السعودية: «أنا ما زلت لا اعترف بفشل الفيلم، لأنه أول تجربة لي في مواجهة كاميرات السينما، كما أنه نجح في دور العرض بالأحياء الراقية، بينما أخفق في دور العرض بالأحياء الشعبية، نظرًا لنجاح (اللمبي) المدوي، لكن كتجربة أولى الفيلم حقق نجاحًا يرضيني، ويحقق جزءًا كبيرًا من طموحي». 8. وبدا العام 2004 أكثر اختلافًا له، فيها تصدر بطولة فيلم «كيمو وأنتيمو»، والذي لم يحقق نجاحًا مثل سابقه، إضافةً إلى صدور ألبومي «حب العمر» و«حاعيش». 7. رغم فشل فيلميه إلا أنه أصر على تكرار التجربة في عام 2005، وفيها تصدر بطولة «الغواص» مع الفنانة داليا البحيري، وتبعه بألبوم «كل ثانية»، ثم شارك في بطولة فيلم «كامل الأوصاف» في العام التالي. 6. «كامل الأوصاف» لم يختلف عن أعامله الـ 3 السابقة، وبرر فشل العمل، وفق حواره لـ«المصري اليوم»: «رغم أن حظي سئ جدًا في مواعيد عرض أفلامي، إلا أن هذا لا يعني أنني غير محظوظ، و(كامل الأوصاف) أفضل حظًا من أفلامي السابقة، رغم المعوقات التي واجهته، بدءًا من خفض عدد دور العرض المخصصة له من ٥٠ إلى ٣٥، منها ١٨ تصلح لعرض الفيلم، فواحدة منها في مارينا والأخري في الساحل الشمالي، وهي مناطق لا يرتادها الجمهور إلا في أغسطس فقط». 5. في نفس الفترة فسخ عقده مع شركة «روتانا»، وهاجم المسؤولين فيها آنذاك: «لن أعود لها مهما كانت المغريات، رغم النجاح الذي حققته معهم بشهادة الجميع، لدرجة أن بعضهم قال لي إن مرتبات الشركة كان يتم دفعها بانتظام بعد طرح ألبومي وتحقيقه أرقام توزيع عالية جدًا، إلا أنهم في النهاية كذبوا هذا الكلام وأوصلوا للأمير معلومات غير دقيقة، وهي أن ألبوماتي لا تنجح، بالإضافة إلى تغير المعاملة». 4. ألبومين صدرا له في عام 2008، كانا «عيد الحب» و«حظي من السما»، ليختفي بعدها عن الساحة الفنية لإعداد أرشيف خاص بأعماله الفنية، وهو ما كشف عنه في حواره لـ«البيان» في 2010: «إن عشقي لجدتي هو الدافع لإنجاز المشروع المتعلق بأرشيفي الفني، عشت أعوامًا أبحث عن تفاصيل حياتها بصعوبة شديدة، إلى أن تمكَّنت من جمع كل المعلومات الخاصة بها في مادة إعلامية مدعَّمة ببعض الصور النادرة لها، تجمعها بفرقتها المسرحية، وصور أخرى تضمها مع أفراد عائلتها، وأهديت جزءًا من هذا الأرشيف إلى مهرجان أوسكار السينما المصرية». 3. ترددت أنباء في تلك الفترة عن نيته اعتزال الفن، بسبب استياؤه من الوضع الذي وصلت إليه الموسيقى، لكنه رد: «لست مؤمنًا بفكرة اعتزال الفن من الأساس، ولا أفكر في هذا القرار، لأنني لست لاعب كرة لو تقدم بي العمر ابتعد، هذا غير منطقي.. لكني لا أُنكر استيائي مما وصل إليه حال الغناء العربي، لذلك قررت الابتعاد لفترة محدودة». 2. أصيب في سنواته الأخيرة بورم في القولون، ما دفعه لاستئصاله في تدخل جراحي بألمانيا، وبعد رجوعه إلى مصر عاودته الآلام مجددًا، ليطلب شقيقه من الطبيب الألماني المجيء إلى مصر لمتابعة الحالة حسب الاتفاق، إلا أن الأخير اعتذر بحجة توتر الأوضاع داخل مصر آنذاك، في أعقاب ثورة يناير. 1. بمرور الأيام فوجئ الأطباء بتوقف قلب «عامر» عن العمل، ليوضع تحت الأجهزة في أمل لعودته إلى الحياة، إلى أن توفي في 26 نوفمبر 2011، عن عمر ناهز 48 عامًا.
مشاركة :