أكد عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للإفتاء الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري، أن الله شرع مناسك الحج لما فيها من المصالح والمنافع العظيمة مع كمال غناه، سبحانه، عن خلقه، مستعرضاً مقاصد الحج التي ينبغي لأهل الإسلام أن يعوها ويتدبروها حتى يستفيدوا من الحج في واقع حياتهم. وخلال اللقاء المفتوح الذي عقد اليوم في مسجد الخيف بمنى ، ضمن سلسلة المحاضرات التي تنظمها وزارة الشؤون الاسلامية والدعوة والإرشاد حالياً في المسجد، قال "الشثري": التوحيد وهو أعظم مقاصد الحج ؛ إذ به تجتمع القلوب على خالقها، ويظهر به الاستجابة من العباد حيث أهلَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتوحيد. وأضاف: التوحيد ظاهر في أعمال الحج كلها من طواف ، وسعي ، ورمي ، وذكر وغير ذلك من العبادات التي يظهر فيه الطاعة لله تعالى. وأردف: من المقاصد تربية النفس على احترام الحدود الشرعية زمانا ومكانا فالإحرام من الميقات، وعرفة لها وقتها، ومزدلفة ، والرمي كذلك ، كلها بينت السنة الهدي والنهج فيها ، ومن مقاصد الحج أنه يذكر بالجمع الأعظم والوقوف بين يدي الله تعالى، لأن الناس يجتمعون من كل فج عميق، وهذا يدفع المسلم للحرص على الطاعة، واستغلال ساعات عمره استعدادا للقاء الله تعالى. وتابع: من مقاصد الحج تربية النفوس على القيام بحقوق المسلمين لبعضهم البعض والتعاون على البر والتقوى بينهم ، والمسلم اخو المسلم وإن باعدت بينهم الديار يجمعهم الدين الواحد فيرحم بعضهم بعضا ويعطف بعضهم على بعض ، ومن مقاصد الحج تربية النفوس على البذل والإنفاق لاسيما على الطاعات والقربات كما في نفقة الحج فإنها قربة وطاعة إذا بذل ماله وجهده وما يملك في طاعة الله ، والله يخلف عليه بخير. وقال "الشثري": من أعظم مقاصد الحج تحقيق التقوى لله تعالى والذي بينته آيات الحج ، فعلى المسلم أن يتدبر تأثير الحج في نفسه هل كان سببا لطاعة الله والبعد عن معصيته، وهل للحج أثر في عبادته وخلقه، فإذا تحقق له ذلك فقد استفاد من الحج إن شاء الله ورجع خاليا من الذنوب . من جانبه، تحدث عضو التوعية الإسلامية في الحج الدكتور راشد بن عثمان الزهراني، في محاضرة له بعد الظهر في المسجد، عن جهود المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين. وتناول في مستهل محاضرته الأصول الشرعية التي تنطلق منها المملكة في خدمة الاسلام والمسلمين، مستعرضاً بعضاً من الجهود التي تبذلها المملكة في خدمة الإسلام ومن ذلك خدمة الحرمين الشريفين والقرآن الكريم ، وحجاج بيت الله الحرام.
مشاركة :