رغم نجاحه في التعاقد مع النجم الفرنسي عثمان ديمبلي قبل أيام، ودع برشلونة سوق انتقالات اللاعبين هذا الصيف من بوابة الفشل بعدما عجز في محاولته الأخيرة لضم النجم البرازيلي فيليب كوتينيو من ليفربول الإنجليزي. وسيطر الشعور بالفشل على النادي الكتالوني مع رفض عرضه الجديد لضم اللاعب البرازيلي والذي حرم الفريق من التعويض المثالي لرحيل نجمه البرازيلي المتألق نيمار دا سيلفا في وقت سابق من الميركاتو الصيفي. وكان نيمار انتقل غلى باريس سان جيرمان الفرنسي في الثالث من أغسطس المنقضي مقابل سداد النادي الفرنسي لقيمة الشرط الجزائي في عقد اللاعب والتي تبلغ 222 مليون يورو (263 مليون دولار) . ولكن برشلونة فشل في محاولاته لتعويض رحيل نيمار حيث كانت الصفقة الوحيدة البارزة للنادي الكتالوني هي ضم الفرنسي الدولي ديمبلي من فريق بوروسيا دورتموند الألماني. وفي المقابل ، تمسك ليفربول بموقفه ورفض آخر عرض من برشلونة لضم كوتينيو والذي بلغت قيمته 160 مليون يورو (190 مليون دولار) حيث أكد ليفربول أن اللاعب ليس للبيع. ولم تكن مطالبة اللاعب منذ أسابيع بالرحيل عن ليفربول كافية بإقناع ملاك النادي الإنجليزي بقبول أحد العروض المتتالية من برشلونة. وقال ألبرت سولير مدير نادي برشلونة ، في مؤتمر صحفي اليوم السبت ، : "في الساعة الأخيرة من مساء يوم الجمعة ، طلب ليفربول 200 مليون يورو (237 مليون دولار) للتخلي عن لاعب نريده". وكان رفض ليفربول بمثابة النهاية الحزينة للميركاتو الصيفي بالنسبة لبرشلونة الذي تلقى صدمة كبيرة في الأسابيع الأولى من فترة الانتقالات هذا الصيف برحيل نجمه المتألق نيمار. وحاول برشلونة ضم ماركو فيراتي من باريس سان جيرمان لكنه فشل ثم تراجع عن التعاقد مع إينيجو مارتينيز من ريال سوسييداد دون مبرر واضح. كما تراجع برشلونة عن ضم لاعب الوسط الإيفواري سيري داي من نيس الفرنسي بعدما بدا كل شيء وكان الفريق في طريقه لاتمام الصفقة. وبعد الكثير من الجدل الذي تردد في وسائل الإعلام بشأن اللاعبين آنخل دي ماريا وباولو ديبالا ودانيال باريخو ورياض محرز وتوماس ليمار ، جاء فشل النادي مجددا في ضم كوتينيو لتكون نهاية حزيمة للميركاتو الصيفي في برشلونة. وكان الجدل الدائر والرصد المتواصل من وسائل الإعلام نابعا من التحركات غير الواعية لمسؤولي هذا النادي الكتالوني إضافة لمعرفة الجميع بأن خزانة النادي ممتلئة بالفعل بعد الحصول على 222 مليون يورو من بيع نيمار. ولهذا، لم يستطع أحد إيقاف حالة التضخم الهائلة التي ظهرت في سوق الانتقالات هذا الصيف. وأوضح سولير: "حصول برشلونة على 220 مليون يورو جعل الجميع يعلمون ان لدينا المال. وعندما تبدأ أي محاولة في سوق الانتقالات ، تجد المطالب مغالى فيها. واجهنا مواقف غير مناسبة على الاطلاق". وخلال سوق الانتقالات هذا الصيف ، تعاقد برشلونة مع جيرارد دولوفيو (12 مليوني ورو) والبرتغالي نيلسون سيميدو (30 مليون يورو) ولاعب الوسط البرازيلي باولينيو (40 مليون يورو) والفرنسي عثمان ديمبلي (105 ملايين يورو بخلاف 40 مليون يورو ترتبط بأداء ومشاركة اللاعب). وكانت صفقة ديمبلي هي الأبرز لبرشلونة من ناحية تدعيم صفوفه وإرضاء جماهيره رغم المقابل الكبير الذي دفعه النادي حيث أصبح ديمبلي ثاني أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم وذلك خلف نيمار. وما زال ديمبلي في العشرين من عمره كما خاض فقط نحو 50 مباراة على مستوى الفريق الأول وسجل عشرة أهداف لدورتموند. وفي ظل هذه الظروف والأحداث ، لم يكن غريبا أن يتعرض جوسيب ماريا بارتوميو رئيس نادي برشلونة لقدر هائل من الانتقادات من ناحية والمطالبة باستقالته من ناحية أخرى. وظهر هذا بوضوح خلال تقديم النادي لديمبلي ومن خلال الانتقادات الصحفية الهائلة لإدارته الرياضية للنادي. وكانت آخر الانتقادات من تشافي هيرنانديز أحد أبرز النجوم في تاريخ النادي الكتالوني وذلك في مقابلة نشرتها صحيفة "ماركا" الإسبانية أمس الجمعة. ويسود شعور عام بأن النادي يتأخر في حسم كل الأمور ويتركها حتى النهاية وهو ما جعل النهاية مزعجة ، حسبما يرى تشافي. ومع المحاولات المتكررة لضم كوتينيو ، والتي باءت جميعها بالفشل ، بات واضحا للجماهير ولمتابعي النادي الكتالوني أن إدارة النادي ترى الفريق غير قادر بتشكيلته الحالية على المنافسة على كل الألقاب في البطولات التي يخوضها هذا الموسم وأن الفريق قد يتعرض لمزيد من الكبوات مثل سقوطه في كأس السوبر الإسباني وخسارته 1 / 5 في مجموع المباراتين أمام ريال مدريد في منتصف أغسطس المنقضي. والمثير أيضا أن برشلونة سعى لضم اللاعبين الإسبانيين داني سيبايوس وتيو هيرنانديز لكن اللاعبين فضلا اللعب لريال مدريد. وينتظر أن تكشف الفترة المقبلة عما إذا كان ديمبلي كافيا لتعويض رحيل نيمار وكذلك لكشف مدى الجدوى من ضم باولينيو وسيميدو. والأكثر من هذا، سيعتمد استقرار برشلونة بشكل كبير على نتائج الفريق. كما سيكون الحديث عن استقرار برشلونة بمثابة الحديث عن استقرار بارتوميو.