سليمان البزور – القبس الإلكتروني | ثمة دول لم يزرها العيد.. ولم تعد تعرف الفرح منذ سنوات عجاف، دول أنهكتها الصراعات واغتال الرصاص البسمة من على شفاه أطفالها. من ميانمار التي تعيش فيها الأقلية المسلمة عذابات لا تنتهي، وتُحرق فيها قرى بأكملها ويُهجّر سكانها على مرأى ومسمع من العالم، مروراً باليمن الذي لم يعد سعيداً منذ أن سيطر عليه المتمردون الحوثيون وحاولوا فرض إرادتهم عليه بالبنادق غير عابئين بدعوات المجتمع الدولي لوضع حد لمغامراتهم التي جلبت الوبال والويلات على الشعب الذي نهشته الكوليرا وفتكت به القنابل. وليس بعيداً عن ذلك، تلتهم المنافي ومخيمات اللجوء آخر ما تبقى من أحلام الشعب السوري في حياة كريمة بعدما أذاقهم النظام مختلف صنوف العذاب. أما في ليبيا، فالأوضاع لم تعد تسر العدو قبل الصديق.. فالدولة باتت دولتان بجيشين وحكومتين وبرلمانين. ولغزة حكاية متكررة مع الألم، فالأنين لم ينقطع منذ فرض عليها المحتل الإسرائيلي حصاراً حوّلها إلى منطقة غير صالحة للحياة، ومن لم يمت من القصف مات على المعابر، أو في انتظار وصول التيار الكهربائي إلى ما تبقى من مستشفياتها، لعل صدمة كهربائية تعيد له الحياة.
مشاركة :