صفقة الجرود تفضح حسابات حزب الله وتناقضات دمشق

  • 9/2/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الجماعة الشيعية اللبنانية ودمشق قد عقدتا صفقة مع التنظيم المتطرف تقضي بخروجهم من مناطق سورية ولبنانية إلى منطقة خاضعة لسيطرة المتشددين على مقربة من الحدود العراقية. وأثارت الصفقة غضب التحالف الدولي وغضب بغداد أيضا التي يقاتل لدحر التنظيم المتطرف من مناطق سيطرته في عدة مناطق عراقية. وتشير التطورات الأخيرة إلى تناقض صارخ في استراتيجية حزب الله وما يسمى بمحور المقاومة (تحالف يضم حزب الله وتشكيلات أخرى موالية لإيران) وحالة ارباك وخلافات بين أذرع طهران في المنطقة. فحزب الله المدعوم من إيران يقاتل في سوريا دعما للرئيس السوري بشار الأسد بينما تقاتل قوات الحشد الشعبي التي تضم فصائل شيعية عراقية موالية لطهران إلى جانب القوات الحكومية العراقية لطرد مقاتلي التنظيم المتطرف من مناطق سيطرته في العراق. ويقول رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن قوات الحشد تقاتل تحت راية الدولة العراقية وتخضع لأوامره بينما تشير التطورات الأخيرة إلى أن العبادي ربما لم يستشر ولا يعلم بتفاصيل صفقة الجرود (المنطقة اللبنانية التي أخرج منها تنظيم الدولة الاسلامية) التي يبدو أنها تمت بعلم قادة الحشد وبتنسيق مع حزب الله. وسبق لأمين عام حزب الله حسن نصر الله ان حذر العراقيين من عقد أي صفقات مع التنظيم المتشدد الذي يواجه ضغوطا عسكريا شديدة، لكنه في النهاية عقد صفقة مع التنظيم افضت لإخراجه من آخر جيب له على الحدود اللبنانية السورية. ولنصر الله حسابات سياسية داخلية حيث استثمر صفقة الجرود لدفع لبنان الرسمي للتطبيع مع دمشق في محاولة لاختراق مبدأ الناي بالنفس الذي اعلنته بيروت منذ اندلاع الصراع السوري في مارس/اذار 2011. وصفقة الجرود على ما عكسته من تناقض هي واحدة من أوراق حزب الله التي أعادت الخلافات السياسية اللبنانية إلى مربع الانقسامات بعد توافقات تم التوصل إليها بشق الانفس في الفترة الماضية لإخراج لبنان من دوامة الفراغ الدستوري. وقالت جماعة حزب الله اللبنانية في بيان السبت إنها والجيش السوري أوفيا بالتزاماتهما لمرور آمن لقافلة تنقل مقاتلين لتنظيم الدولة الإسلامية وعائلاتهم إلى خارج منطقة تسيطر عليها الحكومة السورية. وحذرت الجماعة الشيعية من ارتكاب قوات التحالف "مجزرة" بحق المئات من مقاتلي التنظيم المتطرف وعوائلهم العالقين في الصحراء السورية. واتهم حزب الله طائرات حربية أميركية بمنع القافلة من التحرك باتجاه وجهتها في منطقة تسيطر عليها الدولة الإسلامية وتمنع أيضا وصول أي مساعدات إلى الحافلات التي يوجد بين ركابها مسنون ومصابون ونساء حوامل. وقال البيان إن ست حافلات من القافلة لا تزال في مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة السورية وفي رعاية حزب الله والحكومة السورية. ودعت الجماعة الشيعية اللبنانية المتحالفة مع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد المجتمع الدولي إلى منع ما أسمته مذبحة للأشخاص العالقين في الحافلات في الصحراء. وقال التحالف بقيادة الولايات المتحدة الذي يقاتل الدولة الإسلامية إنه سيمنع القافلة من الوصول إلى مناطق يسيطر عليها التنظيم المتشدد في شرق سوريا، لكنه لن يهاجم القافلة لأنها تقل مدنيين إلى جانب المقاتلين. ويقول التحالف إنه هاجم مقاتلين من الدولة الإسلامية في مركبات تتحرك باتجاه القافلة لكنه لم يهاجم أي مركبات مدنية. وقال الجمعة إن القافلة ما زالت في مناطق تحت سيطرة الحكومة السورية. وسلم مقاتلو التنظيم المتطرف آخر جيب ممتد عبر حدود سوريا مع لبنان يوم الاثنين في إطار اتفاق هدنة أتاح لهم الانضمام إلى قياداتهم على الجانب الآخر من البلاد. وأغضب ذلك التحالف بقيادة الولايات المتحدة الذي لا يرغب في وجود المزيد من المتشددين في منطقة عملياته كما أغضب العراق الذي يعتبرهم تهديدا لأن الوجهة المفترضة للقافلة وهي البوكمال القريبة جدا من حدوده. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد كشف أن العشرات من مقاتلي الدولة الاسلامية تركوا القافلة العالقة في البادية السورية في محاولة للوصول بأنفسهم إلى محافظة دير الزور التي يسيطر عليها التنظيم، لكن مصدر آخر نفى صحة تلك الانباء مؤكدا أن كل المتشددين وعوائلهم لازالوا عالقين في الصحراء على متن الحافلات التي اقلتهم وأمن خروجها حزب الله اللبناني. ووفقا لبيان صدر في وقت متأخر الجمعة فقد طلب التحالف من روسيا إبلاغ الحكومة السورية بأنه لن يسمح بتحرك القافلة شرقا صوب الحدود العراقية. وكان التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قد اعلن الأربعاء الماضي أن طائراته قطعت طريقا ودمرت جسرا لمنع تقدم القافلة وقصفت بعض قادة التنظيم القادمين من الجهة الأخرى للقاء القافلة. وقال قيادي في تحالف "المقاومة" إن حزب الله والجيش السوري غيروا طريق القافلة يوم الخميس الماضي من بلدة حميمة في الصحراء الجنوبية الشرقية إلى مكان أبعد في الشمال لكن طائرات التحالف قصفت مجددا قرب ذلك الطريق.

مشاركة :