الحصوات سبب رئيسي في حدوث المغص الكلوي

  • 9/2/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يتعرض الكثير من الأشخاص للإصابة بألم المغص الكلوي، ويصفه البعض بأنه ألم لا يطاق، ويتسبب في حالة من التواء الجسم من شدة الوجع، لدرجة أن البعض لا يستطيع أن يتنفس بطريقة طبيعية، وهي مشكلة صحية لها الكثير من الأسباب، ويلجأ الطبيب في كثير من الحالات إلى حقن المصاب بأدوية المسكنات سريعة المفعول، وذلك حتى يهدأ ويتخلص من حالة الصراخ وعدم الراحة التي تنتابه من تأثير المغص، ويمكن أن يصاب الشخص بالمغص الكلوي مرتين أو أكثر في العام، ولا بد من علاج المسببات حتى يتخلص من هذه المشكلة، ويدل المغص على حدوث مشاكل في الكليتين أو إحدى وظائفهما أو في الجهاز البولي، ونتيجة ذلك تستغيث عن طريق حدوث التقلصات.يعرف المغص الكلوي أنه يعتبر ألماً شديداً في جهاز الكلى والمسالك البولية، ويؤثر هذا المغص على وظائف الكلى، بالإضافة إلى حدوث التهاب شديد في الكليتين بسبب ترسيب بعض الحصوات التي تعد سببا رئيسيا للإصابة بالمغص الكلوي، وسوف نتناول في هذا الموضوع أسباب الإصابة بالمغص الكلوي، مع توضيح الأعراض التي تظهر، وكيفية التخلص من هذه المشكلة الصحية المؤلمة.أسباب الإصابة يوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بمرض المغص الكلوي، ومنها زيادة معدلات تركيز الأملاح داخل الكلى، حيث تترسب هذه الأملاح وتتجمع مع بعضها في صورة كتل أو بلورات صغيرة، ثم تتحرك هذه البلورات داخل مجرى البول ما يسبب انسدادا كبيرا فيه، ويؤدي ذلك إلى الإصابة بضغط كبير داخل أجزاء الكلى مع ظهور بعض الالتهابات، وبالتالي يصدر ألم حاد من هذه المناطق المصابة، ومن عوامل ظهور المغص الكلوي أيضا قلة تناول المياه على مدار اليوم، وخاصة في أوقات الشتاء التي تقلل من فقدان المياه من الجسم بالتعرق، ولا يشعر الشخص بالعطش طوال اليوم ما يزيد من تركيز الأملاح في الكليتين.ونفس الحال يحدث للأشخاص الذين يجلسون في بنايات وحجرات مكيفة طوال فترات العمل ولا يشعرون بالحاجة إلى الماء، والماء ضروري للوقاية من الإصابة بالمغص الكلوي، ويصف عدد من المرضى بهذه المشكلة أنهم يشعرون بتحجر الكلية المصابة بهذا المغص من شدة الانقباض والتقلص، ويفقدون القدرة على التنفس بحرية، حيث يسبب التنفس حالة من الألم مع كل شهيق يدخل الجسم، ويظل الشخص يشعر بألم المغص الكلوي حتى تنتهي الكلية المصابة من حالة التقلص والتشنج، وتبدأ بالعودة التدريجية إلى الانبساط والاسترخاء وممارسة وظائفها المعتادة.حصوات الكلىيحدث المغص الكلوي نتيجة عامل أساسي وهو تأثير الحصوات على امتداد الجهاز الإخراجي بداية من الكليتين ومرورا بالحوض ثم منطقة الحالب، حيث تتعرض هذه الأجزاء لتكوين الحصوات بداخلها، وغالبا ما تتكون هذه الحصوات الصغيرة نتيجة تناول بعض الأطعمة والمشروبات، ووظيفة الحالب نقل البول من الكليتين إلى المثانة وهو خرطوم عضلي رفيع ومرن، وعندما تمر الحصوات من خلاله تحدث جروح وألم وتنزل قطرات من الدم مع البول، وعلمياً تتكون هذه الحصوات كلما زادت كمية الأملاح المختلفة بتركيزات عالية، وهذه الأملاح غير المذابة تتحد مع المعادن الموجودة بالبول على هيئة بلورات وهي الحصوات الصغيرة، وتتراكم هذه الحصوات في حصوة واحدة أكبر أو عدد من الحصوات داخل الكلى أو في الجهاز البولي عموما، يؤدي ذلك إلى حدوث انسدادات مختلفة في مجرى البول وظهور بعض الالتهابات، والنتيجة النهائية الإصابة بالمغص الكلوي الشديد، وهذا المغص يسبب قصوراً بوظائف الكلى، وفي بعض الحالات تتكون هذه الحصوات من جسيمات صغيرة تمر في المسالك البولية، وتخرج بسهولة إلى خارج الجسم دون حدوث ضرر أو مشاكل، وفي حالة تجمع هذه الجسيمات تتكون حصوة كبيرة وتسبب ألماً شديداً أثناء تحركها أو بقائها، ويمكن أن تمكث بعض هذه الحصوات في جسم الشخص فترة زمنية طويلة تصل إلى عدة سنوات، ورغم ذلك لا تحدث أضرار إلا في حالة تحركها إلى أماكن ضيقة وتتسبب في سد مجرى البول، والمغص يحدث أساسا أثناء فشل المحاولات الحثيثة لطرد هذه الحصوات خارج الجهاز البولي.الإجهاد والالتهاباتيسبب الإجهاد المستمر للكليتين حدوث هذا المغص أيضا، مثل تناول غذاء يحتوي على كميات كبيرة من الأملاح، فبعض الشباب يفرط في تناول المخللات ويزيد من كمية الملح أثناء الطعام، ما يجعل الكليتين في حالة تأهب مستمر للتخلص من هذه الأملاح، وهذا الإجهاد غالبا ما يصيب عضلات الكلى بالتقلص والتشنج، وينعكس ذلك واضحا في حدوث المغص الكلوي، إضافة إلى مساهمة هذه الكمية من الأملاح في تكوين الحصوات، وأحيانا تؤدي بعض الأمراض إلى الإصابة بهذه المشكلة، ومن العوامل التي تحفز حدوث المغص الإصابة ببعض الالتهابات في الكلى وإفراز الصديد، ما يساعد في حدوث تورم النسيج المبطـــــن لحــــوض الكلـــــيتين، ويسبب إعاقة عملية التبول بشكل كبير.وتحدث هذه المشاكل أيضا في الحالب، ومن الأسباب كذلك وجود دم متجمد في المجاري البولية يمنع مرور البول بسلاسة، وعدم شرب كميات كافية من المياه يوميا يقود إلى هذه المشكلة، كما أن ارتفاع درجات الحرارة في الصيف يساعد على حدوث المغص، وتناول الطعام الملوث وغير النظيف يصعب مهمة الكلى ويرهقها، ويهاجم المغص البعض في أشهر الشتاء، بسبب تعرض إحدى الكليتين للبرد الشديد وحدوث تقلصات حادة، ويصاب بعض الأشخاص بهذه المشكلة أثناء أشهر الصيف، بسبب التعرق الزائد وخاصة أسفل الظهر في منطقة الكلى، ويرجع ذلك للجلوس فترة طويلة في العمل ثم الخروج مباشرة إلى مكان مكيف أو في التعرض لتيار هواء، حيث يؤدي ذلك إلى تضرر الكلى من البرد المفاجئ وتقلصها بقوة، ويحدث نفس الشيء في حالة الجلوس طويلا على مقعد قيادة السيارة، وفور النزول في الهواء تتأثر الكلى وتصاب بالبرد، كما أن التعرق نفسه يساهم في خروج كميات كبيرة من الماء ويزيد من نسبة الأملاح داخل الكلى.مضادات للعلاجيعاني الشخص المصاب بمشكلة هذا المغص من عدد من الأعراض التي تدل على هذه الحالة، وأولها مهاجمة مفاجئة لألم شديد وقاسٍ يكون مصدره أسفل الظهر حيث توجد منطقة الكلى، وهذا الألم يأتي في صورة نوبات متكررة تمتد إلى الجانب القريب من مكان الكلية المصابة، وأحيانا يشعر به المصاب في منطقة الخصر بأكملها، ويعد هذا الألم من أكثر الأعراض وضوحا وظهورا لهذه المشكلة، كما يلاحظ الشخص تقلص الكلى بشكل كبير يصل إلى درجة التحجر، وتكرار عدد مرات التبول مع مصاحبة الألم، وتنتاب المصاب حالة من الارتعاش، وتزيد درجة الحرارة لدى البعض، وتشعر بعض الحالات بالرغبة في التقيؤ، وتنزل قطرات من الدم مع البول، حيث يلاحظ الشخص لوناً داكناً في البول، ويجب على الأشخاص الذين يتعرضون إلى حالات متكررة من المغص الكلوي الذهاب إلى الطبيب المختص، لكشف أسباب هذه المشكلة ومحاولة علاجها والتخلص من هذه الحالة، لأن تكرار ذلك يمثل ضررا كبيرا على وظائف الكليتين والمسكنات ليست علاجا ولكنها تؤجل المشكلة لبعض الوقت، وعلاج هذا المغص يعتمد على معرفة المسبب والقضاء عليه، فمثلا إذا كانت زيادة نوع معين من الأملاح هي السبب، يقرر الطبيب بعض الأدوية من الفوار المضاد لهذه الأملاح والذي يعمل على إذابتها والتخلص منها، وفي حالة الالتهابات لا بد من تناول المضادات الحيوية المناسبة لهذه الالتهابات، ويمكن اللجوء إلى أدوية تفتيت الحصوات أو الليزر كحل نهائي للتخلص من هذه الحصوات. أملاح البوليك والأوكسالات تشير الدراسات الحديثة إلى أن مشكلة المغص الكلوي تنتشر بصورة متزايدة، وذلك نتيجة العادات السيئة في تناول الطعام، والذي يساعد على سهولة تكوين الحصوات، كما تكشف هذه الدراسات وجود عدد من الأملاح التي تترسب وتتجمع في صورة حصوات، ومنها أملاح حمض البوليك وأملاح الأوكسالات التي تتراكم داخل الجهاز البولي مسببة بعض الالتهابات، وترتفع كمية حمض البوليك لدى الأشخاص الذين يعانون مرض النقرس، ويتوفر أيضاً في بعض الأطعمة مثل البيض والكبدة والكلى والجمبري والسردين، وكذلك داخل مادة الكولا عموماً وفي الشوكولاتة، وهذه الأملاح تعد أهم سبب للإصابة بالمغص الكلوي، وتعتبر الطماطم من أكثر الخضراوات التي تتوفر بها كميات كبيرة من أملاح الأوكسالات، وتوجد أيضاً في السبانخ والمانجو والفراولة ولكن بكمية أقل من الطماطم، وبعض الحالات تشعر بألم داخل الكلى بعد تناول الطماطم، أو عصير المانجو والفراولة بكميات كبيرة، نتيجة مساهمة أملاح الأوكسالات في تكوين بلورات صغيرة من الحصوات، كما يتسم بعض الأشخاص المصابين بالمغص بعدم وجود المواد التي تمنع ترسيب الحصوات، وهذه المواد تدخل في تركيب السائل البولي.

مشاركة :