يكتشف الباحثون كل يوم فوائد جديدة لتناول الأسبرين؛ حيث تم التوصل في دارسة سابقة إلى عدة توصيات توضح أهمية تناول الأسبرين بشكل يومي؛ للوقاية من الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وفي دراسة جديدة انتهت نتائجها إلى أن تناول جرعة بسيطة من الأسبرين تلعب دوراً كبيراً في منع الإصابة بالأورام الخبيثة، ومن المعرف علمياً أن تأثير الأسبرين يكون على الصفائح الدموية الموجودة داخل الخلايا الدموية، ومهمة هذه الصفائح عموماً المساعدة في تجلط الدم السريع في حالة الإصابة بنزيف الدم؛ بسبب حدوث أي جروح في جسم الشخص، إذن فإن تأثير الأسبرين ينحصر في الخلايا الدموية فقط، ولكن هذه الدراسة ربطت بين ما يحدث في هذه الخلايا الدموية ويؤثر بشكل غير مباشر في الإصابة ببعض الأورام السرطانية.تبين من الدراسة الحديثة أن الصفائح الدموية تعمل على زيادة كميات نوع معين من البروتين يعزز من نشاط الورم السرطاني، كما يساهم هذا البروتين في تفشي الخلايا السرطانية في أجزاء متعددة من الجسم، ومن مهام ووظائف هذا البروتين التحكم في موت وحياة الخلايا، وتنظيم السلوك الجيني لما يزيد على 17% من الجينات الوراثية داخل الجسم، وهو مسؤول أيضاً عن عملية الأيض داخل الخلية وتكوينات التوليفات البروتينية، ورصدت نتائج هذه الدراسة أن الأسبرين يخفض من قدرة الصفائح الدموية على إنتاج كميات كبيرة من هذا البروتين، خاصة وأن التعبير عنه يزيد في حالات الورم السرطاني. فسرت الدراسة دور الأسبرين في هذه العملية؛ حيث بينت أن الخلايا السرطانية تتفاعل مع الصفائح الدموية من أجل زيادة إنتاج البروتين الذي يزيد من فرص بقاء هذه الخلايا السرطانية على قيد الحياة، ويعزز قدرتها على الانتشار، ومع ذوبان الأسبرين في الدم وانتقاله إلى الصفائح الدموية يساعد في تثبيط هذه الصفائح، وهذه العملية تقلل من التفاعل وتبادل الإشارات بين الخلايا السرطانية والصفائح الدموية، وبالتالي يحدث نوع من ضعف نشاط الورم وقلة نموه وتراجعه؛ لأن الصفائح الدموية تحمي الخلايا السرطانية من جهاز المناعة الذي يحاول التخلص منها باستمرار، والأسبرين يفسد هذه العملية ويقضي على التناغم والتنسيق والتعزيز المستمر بين الصفائح الدموية والخلايا السرطانية.
مشاركة :