الواجهات الرقمية تعيد تشكيل الحياة اليومية

  • 9/2/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

«المعرفة هي القوة»، أول من صاغ هذا المصطلح كان السير فرانسيس بيكون في عام 1597م. ورغم اختلاف وتباعد الزمن إلا أن الأمر لا يزال حقيقة حتى اليوم، فمن خلال ثورة المعلومات التي نعيشها تحول العالم التقليدي إلى عالم يتداخل فيه الواقع المعاش مع فضاء غير ملموس ظاهرياً هو العالم الرقمي، الذي أعاد تشكيل الحياة اليومية لشعوب العالم بواجهات رقمية أصبح بالإمكان من خلالها تجاوز الحواجز، بل والتأثير على الحياة الحقيقية من خلال هذا الواقع الافتراضي. وقد سحبت مثلاً العملة الإلكترونية «البيتكوين» البساط من تحت المصارف المركزية، التي لطالما كانت المسؤولة عن السياسات المالية وإصدار النقد. وفي مجال الطاقة، تتيح المصادر المتجددة كالطاقة الشمسية اعتماد الأفراد إلى حد كبير على أنفسهم، وليس على الحكومات من أجل التزود بالطاقة، فيما تتيح تقنيات مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد إمكانية تأمين منتجات رخيصة يصنعها الأفراد بأنفسهم لتأمين احتياجاتهم. ويتوجه الشباب نحو الاهتمام بالروبوتات والذكاء الاصطناعي والهندسة والعلوم، في عصر الإنترنت الصناعي، الذي يعتمد دمج المعدات المادية بالعالم الرقمي، وهي الثورة الجديدة في التاريخ البشري بعد الثورة الصناعية والثورة المعلوماتية. وهناك الصناعات المتطورة مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد، وهي تعتبر طريقاً جديداً لصناعة الأشياء وتسهيل عملية الصناعة، حيث إنه لن يحتاج الاقتصاد إلى الاعتماد على عمليات إنتاج ضخمة للمنتجات الصغيرة والمتطابقة في أماكن بعيدة، وأخيراً شبكات الذكاء الاصطناعي، وهي ربط الأشخاص ذات الخبرات حول العالم عبر شبكات افتراضية والتي تحدث تغييراً جذرياً في إنجاز الأعمال وتبادل الأفكار وحل المشكلات، وإذا نظرنا إلى الاقتصادات التي تزدهر وتهيمن في جميع أنحاء العالم، نجد أن السبب يرجع إلى المواهب وتحفيز القدرات العقلية لديها. ومع هذه التغيرات يجب البحث عن الوسائل المناسبة للتحول من الأسلوب التقليدي في التعامل مع الأخطار والمهددات المحلية والخارجية، وتبني كل ما من شأنه المساعدة في ضمان تحقيق التنمية المستدامة في المستقبل، دون التقليل من حجم الأخطار التي يخفيها العالم الرقمي.

مشاركة :