الملك عبد الله تحدث بلسان ضمير الأمة وشخص التهاون الدولي في محاربة الإرهاب

  • 8/3/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لاقت كلمة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، تقديراً وتفاعلاً كبيراً في الإمارات، على الصعيد الرسمي والشعبي، حيث أعلنت الإمارات موقفاً مؤيداً ومشيداً وداعماً لكل ما ورد في الكلمة، كما لاقت الكلمة استحسان وتأييد وتقدير العديد من الشخصيات الإعلامية والثقافية والسياسية المقيمة في دولة الإمارات. وكان خادم الحرمين الشريفين قد وجه الجمعة، كلمة للأمتين الإسلامية والعربية والمجتمع الدولي، قال فيها إن من يحاول تسخير الإرهاب لمصالحه الخاصة لم يستفد من تجربة الماضي، وإن من المعيب والعار أن هؤلاء الإرهابيين يفعلون ذلك باسم الدين. ودعا قادة وعلماء الأمة الإسلامية لأداء واجبهم تجاه الحق جل جلاله، وأن يقفوا في وجه من يحاولون اختطاف الإسلام وتقديمه للعالم بأنه دين التطرف والكراهية والإرهاب. وقال خادم الحرمين الشريفين «نرى دماء أشقائنا في فلسطين تسفك في مجازر جماعية لم تستثن أحداً، وجرائم حرب ضد الإنسانية دون وازع إنساني أو أخلاقي، حتى أصبح للإرهاب أشكال مختلفة سواء كان من جماعات أو منظمات أو دول، وهي الأخطر بإمكانياتها ونواياها ومكائدها، كل ذلك يحدث تحت سمع وبصر المجتمع الدولي بكل مؤسساته ومنظماته بما في ذلك منظمات حقوق الإنسان. ووصف الدكتور خضير المرشدي أمين عام الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية في العراق، الكلمة التي تفضل بها خادم الحرمين الشريفين بأنها عملية إنذار قصوى لجلب الانتباه والتحذير من شر مستطير، وانفجار بركان سوف يطال الجميع اذا لم تتكاتف الجهود وأن يأخذ كل دوره لإيقافه والتصدي له وإن الملك عبدالله.. يدق ناقوس الخطر الذي يتهدد جميع الدول العربية والإسلامية وجميع دول العالم من جراء سكوتها وعدم اكتراثها لموجات الإرهاب الأسود الذي تقف وراءه دول وحكومات وأحزاب وجماعات، وبدأ يجتاح بلداناً عربية بعينها كالذي يجري في غزة وفلسطين بأجمعها من جرائم وإبادة جماعية وأعمال ارهابية منظمة يرتكبها الكيان الصهيوني الارهابي المجرم بحق شعب فلسطين المعذّب.. وكما يحصل في العراق من قتل وإرهاب وتدمير وقطع للرؤوس وتهجير واغتصاب وسرقة المال العام والخاص والظلم والحرمان، ترتكبها حكومة الجواسيس في بغداد وميليشياتها الإرهابية المجرمة المرتبطة بالحرس الثوري وفيلق القدس الإيراني من جهة وحركات تكفيرية إرهابية متطرفة من جهة اخرى، وكما هو الحال أيضاً في سورية وليبيا واليمن وغيرها تحت يافطات شتى يراد منها تشويه صورة العروبة والإسلام الناصعة، وتزوير مبادئه الإنسانية السامية وتزييف حقيقة رسالته السمحة القائمة على المحبة والعدل والإنصاف والمساواة. مضيفاً ان دعوة خادم الحرمين الشريفين تحتاج الى أن تترجم الى استراتيجية عمل عربية ودولية واضحة الأهداف والآليات تكون قوى الثورة والمقاومة الوطنية في كل من العراق وسورية طرفاً فيها لوضع حلول جذرية شاملة ونهائية لتنفيذ حقوق الشعب ورفع المظالم وإنصاف الناس، ومن بعدها التصدي للإرهاب بكافة أنواعه سواء ذلك الذي ترتكبه الحكومات وأذرعها وأجهزتها وميليشياتها، أو ذلك المتأتي من خارج الحدود من حركات ارهابية سوداء تحت اسم داعش أو غيرها وتنفذ أجندات لزرع الفتنة وإشعال فتيل حرب تطول. وقال الدكتور خليل الدليمي، المحامي في القضايا الدولية، ل «الرياض»: لقد عانى المجتمع الدولي كثيرا من الإرهاب، سواء كان الارهاب الدولي الذي يصدر عن الدول باسمها وبإرادتها، أو الذي يصدر عن الأفراد والمنظمات، وكله يمس أمن وسلام المجتمع الدولي، ولقد أبدعت المملكة في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين بوضع الاصبع على الجرح، بتشخيص المنظمات الارهابية وتجريمها، ومنع ان يكون لها موطئ قدم على أرض المملكة، واليوم جاء تشخيص الملك عبدالله ليضع العالم والمجتمع الدولي ممثلاً بهيئاته الدولية بعلاج واستئصال هذا الداء الخطير الذي يمس المجتمع الدولي بأسره، ولكن قبل ذلك يجب على هيئة الامم المتحدة وضع تعريف محدد لمصطلح الارهاب كي لا يتم تعويمه، وبالتالي استخدامه عصا غليظة لضرب إرادة الشعوب ويجب من هذا المنطلق التمييز بين الارهاب المتمثل بإرهاب الدول، وإرهاب الأجنحة العسكرية للاحزاب الخارجة عن القانون، كحزب الله في لبنان، وإرهاب المليشيات الشيعية في العراق، وإرهاب الدول المتمثل بإرهاب فيلق القدس والحرس الثوري الايراني الذي يقوم بأدوار خارج إيران وخارج حدود القانون الدولي، وبين حق الدول والشعوب في التحرر وتقرير المصير والدفاع عن النفس. من جانبه، تحدث الدكتور عبدالرزاق الشمري، مسؤول العلاقات في الحراك الشعبي في العراق سابقا، والناطق الاعلامي لثوار العشائر حاليا، قائلا: ل «الرياض»: من خلال متابعتنا لخطاب خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-، تبين لنا انه ركز فيه على أمرين مهمين هما: انه بعد وصفه بأن ما يجري الآن هو فتنة، وانه لا يمت الى الاسلام بصلة، وان الاسلام مختطف الآن بيد الجماعات الإرهابية التي شوهت الإسلام، ووجه دعوة الى قادة الأمة الإسلامية وعلمائها الى تحمل مسؤوليتهم الشرعية، والقيام بواجبهم الشرعي بالوقوف في وجه الجماعات المتطرفة، وأكد الشمري: اننا في الوقت الذي نؤيد فيه دعوة خادم الحرمين، فإننا ندعو المجتمع الدولي - ولكي يحافظ على مصداقيته وحياديته - الى التعامل مع المليشيات الخارجة على القانون، والتي اصبحت الآن تهدد الامن والسلم في منطقة الشرق الأوسط، بنفس الطريقة التي يتعامل معها مع المنظمات الارهابية، وتصنيف جميع هذه المليشيات ضمن المنظمات الارهابية في العالم. وتابع: اما الامر الثاني الذي تحدث عنه خادم الحرمين فهو حديثه عما يجري في غزة اليوم ووصفه لها بجرائم حرب، وجرائم ضد الانسانية، واستغرابه الصمت الدولي اتجاه ما يجري في المنطقة - والذي ليس له أي مبرر- وعدم اكتراثه به، وأن ذلك السكوت سيؤدي الى ولادة اجيال تؤمن بالعنف، وترفض السلام، واختتم حديثه ل»الرياض» بالقول: اما بالنسبة لدعوته الى إقامة مركز لمكافحة الارهاب، فإننا مع هذه الدعوة، ليسبقها تحديد معنى الإرهاب، ويجمع عليه العالم، لكي نقطع الطريق امام كل من يريد تفسير الإرهاب وفق اهوائه وما تقتضيه مصالحه. من جانبه، قال المحلل السياسي، الدكتور فارس الخطاب، ل «الرياض»: لقد كانت كلمة خادم الحرمين بمثابة الزلزال الذي وضع النقاط على الحروف فيما آلت وستؤول إليه أمور المنطقة برمتها، ومنها إلى العالم بأسره. نعم إنه الموقف الذي طالما أشارت إليه الإدارة السعودية بشكل حكيم وحازم في ذات الوقت، لكن فيما يبدو أن هذا الذي يجري هو جزء من مخطط كبير لوضع المنطقة بين هلالين يسود فيه الإرهاب في اليمين والشمال، وهو بحسب ما عناه الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أمر أشارت إليه المملكة منذ أكثر من عشر سنين، لكن دون اكتراث فعلي ممن يشكون من الإرهاب في الغرب عموما، ولعل خادم الحرمين أشار بوضوح لمشاركة منظمات ودول في مشاريع إرهابية ذهب ويذهب ضحيتها كل يوم وكل حين، الكثير من الأبرياء ويقصد فيما يقصد ما يجري في قطاع غزة والعراق وسورية وليبيا واليمن وغيرها. من جانبه قال الدكتور عبد الستار الجنابي، محلل سياسي عربي مقيم بالإمارات: إن كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، جاءت في الوقت المناسب، لأن الأمة العربية والإسلامية تمر في مرحلة حرجه جدا، وهي في ظرف لاتحسد عليه، حيث تفرقت الرؤى وتشتت الآراء، وتورطت وابتليت دولنا بآفة الإرهاب والتفرقة والمناحرات، الى عدة دويلات وأقاليم في عصر تتوحد فيه البلدان الأوربية والأجنبية، وأضاف قائلاً ل «الرياض»: جاءت كلمة الملك عبدالله تطالب المجتمع الدولي بإنزال العدل والتعامل مع الجميع على أسس ومفاهيم متساوية مع جميع الأطراف، وأن المجتمع الدولي مطالب أن يقول كلمة حق في وجهة الظلم والطغيان والتعسف، حيث إن بلادنا العربية الآن تتعرض لهجمات إرهابية متعددة، فهناك إرهاب دول وهناك إرهاب منظمات مدعومة من دول لا تريد للسلام خيرا ولا للأمة العربية الاستقرار، بل فتكت هذه المنظمات المشبوهة بمكونات الدول العربية لتجعلها تابعة لهذة الدولة أو تلك، وهناك منظمات وميليشيات إرهابية مجرمة لاتريد الاستقرار ولا تريد للبلدان العربية الخير والاستقرار، وهي منظمات لها أجندات خفية تدفع لها ملايين الدولارات لتفتيت الدول وهدم كياناتها وتفريق محتواها ومضمونها ومكوناتها، فقد عاثت هذه المنظمات الإرهابية فسادا في العراق وسورية وليبيا ومصر، لزعزعة الأنظمة العربية ومشاغلتها بالداخل، لكي تتفرد دول بعينها بأطماعها التوسعية، ومشاغلة عالمنا العربي والإسلامي وابعاده عن هدفه ومنهجه السليم. بدوره، قال المفكر الإسلامي، الشيخ الدكتور عزيز بن فرحان العنزي، ل «الرياض»: إن كلمة خادم الحرمين الشريفين الشاملة والجامعة، جاءت لتضع النقاط فوق الحروف، حيث إن الأمة العربية والإسلامية تمر اليوم بأسوأ الظروف والمآسي في هذه المرحلة الحرجة، لتغلغل الإرهاب في أكثر من دولة عربية وإسلامية، فضلا عن التدخل الخارجي في بعض البدان العربية التي اصبحت تتخبط وتتشظى من هول المصائب التي حلت بها من قتل ودمار وتشريد وتهجير عوائل ومجتمعات إسلامية بدون مأوى وبدون ذنب من جراء الاقتتال الطائفي المقيت، والنفس العنصري المرفوض، واصبحت بعض الدول العربية والإسلامية لا تجد قوت شعبها وتأمين العيش والمأوى لهم، بسبب ممارسات المنظمات الإرهابية التي عاثت بالأرض العربية والإسلامية فسادا، وشوهت سمعة ديننا الإسلامي الحنيف الذي يحرم القتل والتنكيل وقطع الرؤوس، حيث شخص خادم الحرمين الشريفين بكلمته المهمة خطر وآفة الإرهاب الذي اختطف الدين وأصبح يتاجر فيه وشوه معالمه النبيلة ورسالته السليمة التي تحترم حقوق الإنسان مهما كان دينه وعرقه ولونه، وقد ابتليت بعض البلدان بآفة الإرهاب القاتلة التي شوهت منجزات ديننا الإسلامي العظيمة والإسلام منها براء. وقال الدكتور عبدالرحمن الجابري، مؤلف وناشر إماراتي في دبي، ل»الرياض»: إن كلمة الملك عبدالله الشاملة والمؤثرة التي ألقاها مساء يوم الجمعة، كانت بمثابة رسالة الأمة العربية والإسلامية الى كافة الدول والعالم، وتكلم بسان ضمير الأمة والشعور بالخطر التي يداهمها، وشخصت كلمته تردي وتهاون وتخاذل الدول الكبرى المؤثرة صاحبة القرار الدولي والإقليمي، وتغاضيها عن محاربة الإرهاب وتشخيص حالته وردعه، وقال الجابري إن الدول الكبرى تكيل بمعايير مزدوجة وصارخة وفاضحة، حيث إنها عندما تتعرض هي لخطر الإرهاب تقوم الدنيا وتقعدها بدون هوادة، وتحتل دول وتقتل شعوبها بدون رحمة، لكن حينما تتعرض دولنا العربية والإسلامية لخطر وآفة الإرهاب الدولي المنظم، تغض الطرف وكأنه لم يكن، وأكثر هذه المنظمات الإرهابية تحمل أجندات مشبوهة تغذيها الدول الكبرى لتدمير الأمة العربية والإسلامية واستنزاف مقدراتها وتفتيتها وتمزيقها من أجل عيون أمريكا وإسرائيل، وهذا بالفعل ما تم ويتم، بالإضافة الى تشويه سمعة الدين الإسلامي الحقيقي، دين التسامح والرسالة والأخاء والمحبة، والذي يجري اليوم هو خارج نطاق العقل والمنطق، فأين الدول العظمى ودورها وتأثيرها من ردع «إسرائيل» وقتلها الأطفال والعوائل والشيوخ وتهجير الشعوب وتدمير البيوت والقتل والدمار الشامل التي تمارسه هذه الدولة الصنيعة المدعومة من الدول الكبرى؟ من جانبه، قال محمود فاضل، اعلامي عربي مقيم في الإمارات، ل «الرياض»: كان خادم الحرمين في كلمته الجامعة واضحا وصريحاً كما عودنا دائماً، بعبارات لا تقبل التأويل، وكان واضح السريرة، سامي المقصد كما هو دائماً، فأمتنا تمر اليوم بمرحلة تاريخية حرجة، وسيكون التاريخ شاهداً على من كانوا الأداة التي استغلها الأعداء لتفريق وتمزيق الأمة، وتشويه صورة الإسلام النقية. وأضاف: لأن خادم الحرمين يدرك بحكم خبرته ومبادئه التي يحملها، اهمية وقوف العالم كله في وجه الارهاب والتطرف، فقد حمل المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة في التعاون من اجل محاربة الارهاب، مذكرا بالدعوة التي وجها قبل سنوات عديدة لإنشاء مركز دولي لمحافحة الارهاب، وهو اقتراح حظي في حينه بتأييد العالم أجمع، وذلك بهدف التنسيق الأمثل بين الدول، لكن خيبة الامل بدأت بسبب عدم تفاعل المجتمع الدولي بشكل جدي مع هذه الفكرة، الأمر الذي أدى لعدم تفعيل المقترح بالشكل كان يعلق عليه الآمال الكبيرة.

مشاركة :