يواجه العالم أجمع كثيراً من التحديات، ومن بينها ما يتعلق بالجانب الصحي، ودول منظمة التعاون الإسلامي ليست بمنأى عن هذه التحديات، بل بالعكس تماماً فما يحدث في بعض هذه الدول يحتم على دول المنظمة التكاتف والتعاضد لرأب الصدع الحاصل في المجال الصحي، فيكفي النظر في واقع دول مثل سوريا، واليمن، لنعرف كم نحن بحاجة إلى وضع إستراتيجية موحدة لمواجهة هذه التحديات والأخطار. من هذا المنطلق، وهذه النظرة نظمت OIC في أنقرة- تركيا دورة تدريبية في مجال الصحافة الصحية برعاية «SESRIC» وبالتعاون مع «ISESCO» و«AA» استهدفت بعض دول منظمة التعاون الإسلامي، وهي: المغرب، لبنان، ألبانيا، أذربيجان، كازخستان، الصومال، باكستان، السعودية، تركيا. وهدفت الدورة التدريبية إلى إشراك الصحافة في دول المنظمة في المجال الصحي، حيث يواجه المجال الصحي تحديات كبيرة وخطيرة في دول المنظمة، لأسباب كثيرة منها ما يتعلق بالظروف السياسية كالحروب القائمة في سوريا، واليمن، ومنها ما يتعلق بالظروف الاقتصادية، وغيرها. وبحكم أني كنت أحد المشاركين، فقد سرني وأبهج ناظري ما رأيته، فقد كانت الترتيبات رائعة ومنظمة، بدءاً من تواصل «SESRIC» معي في الرياض، والتنسيق بخصوص التذاكر، وخلافه، ومنذ وطئت قدماي مطار أنقرة الدولي، وهم على تواصل معي، فكان الاستقبال اللطيف من قبلهم، مع توفير كل ما أحتاج إليه. ولقد أحسن المنظمون في اختيار الفندق الذي سيسكن فيه الصحفيون القادمون من دول مختلفة، وكذلك تم حجز قاعة مجهزة بكافة الوسائل والأجهزة الحديثة المتطورة للدورة التدريبية. مدة الدورة 11 يوماً، مليئة بالمحاضرات، والزيارات، -سألقي عليه الضوء في الجزء الثاني من المقال- وقد أجاد المنظمون في الترتيب والتنسيق لهذه الدورة التدريبية، ومنذ اليَوم الأول لنا في هذه الدورة، ونحن نشعر بارتياح كامل للبرنامج، وكذلك جهد المنظمين الذي لا ينكر أبداً، فقد حرصوا على راحتنا، وكانوا على تواصل معنا طيلة أيام الدورة. اعتمدت الدورة على جانبين، جانب نظري، وآخر عملي.. وكان المحاضرون محترفين في عملهم، بعضهم أكاديميون يعملون في الجامعات التركية، والآخرون إعلاميون من وكالة الأناضول التركية، وقد زودونا بمعلومات جداً قيمة عن الوضع الصحي، والتحديات التي تواجه هذا القطاع؛ وقد عرض المنظمون إحصائيات عن الأوضاع الصحية في دول المنظمة.. وفي الحقيقة كانت الأرقام والإحصائيات مفزعة، وتنذر بخطر كبير، يواجه دول المنظمة. وكذلك تم إطلاعنا على الإستراتيجيات التي نحتاجها بصفتنا إعلاميين، وكيف يمكن الاستفادة من التقنية المتقدمة، ومن وسائل التواصل الاجتماعية في زيادة الوعي، عند شعوب دول المنظمة.
مشاركة :