قالت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء نقلاً عن «وكالة الأرصاد الجوية» في البلاد، إن زلزالاً بلغت قوته 5.6 درجة سُجل اليوم (الأحد) في كوريا الشمالية قرب موقع «بونغي-ري» المعروف للتجارب النووية. ونقلت «يونهاب» عن الوكالة قولها إن الزلزال من صنع الإنسان على ما يبدو، مشيرة إلى إجراء بيونغيانغ تجربة نووية سادسة. وقالت «هيئة المسح الجيولوجي الأميركية» إن الزلزال وقع على بعد 55 كيلومتراً شمال غربي كيمتشايك في كوريا الشمالية. وكانت الهزات السابقة التي وقعت في المنطقة نجمت عن تجارب نووية. وفي وقت سابق أمس، قالت كوريا الشمالية إنها طورت قنبلة هيدروجينية متقدمة ذات «قوة تدميرية كبيرة». وتسعى بيونغيانغ إلى صنع قنبلة نووية صغيرة وخفيفة يمكن وضعها على صاروخ باليستي بعيد المدى من دون أن يؤثر ذلك على مداه، وجعله قادراً على تحمل إعادة دخول الغلاف الجوي للأرض. وتصاعد التوتر الإقليمي، في أعقاب اختبار بيونغيانغ إطلاق صاروخين باليستيين عابرين للقارات في تموز (يوليو) الماضي، ربما يبلغ مداهما حوالى عشرة آلاف كيلومتر بحيث يمكنهما إصابة مناطق في البر الرئيس في الولايات المتحدة. وقالت «وكالة الأنباء المركزية الكورية» إن كوريا الشمالية «نجحت في الآونة الأخيرة» في صنع قنبلة هيدروجينة أكثر تطوراً. وتنفذ كوريا الشمالية برامجها النووية والصاروخية في تحد لقرارات وعقوبات مجلس الأمن. وذكرت الوكالة أن «القنبلة الهيدروجينية التي يمكن تعديل قوتها التفجيرية من عشرات الكيلوطن إلى مئات الكيلوطن، سلاح نووي حراري متعدد المهام يملك قوة تدميرية كبيرة ويمكن تفجيره حتى على ارتفاعات عالية من أجل هجوم كهرومغناطيسي فائق القوة». ونقلت عن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون قوله إن «كل مكونات القنبلة الهيدروجينية محلية الصنع، وكل العمليات... تمت بناء على عقيدة جوتشي، وتمكن البلاد من إنتاج أسلحة نووية قوية بالعدد الذي تريده». وجوتشي هي عقيدة محلية حاكمة لكوريا الشمالية تقوم على أساس الاعتماد على الذات، وتعد خليطاً بين الماركسية والوطنية المتطرفة، ونادى بها مؤسس الدولة وجد الزعيم الحالي كيم إيل سونغ. وتقول بيونغيانغ إن برامجها للأسلحة ضرورية لمواجهة ما تصفه بـ «العدوان الأميركي». ولم تقدم كوريا الشمالية دليلاً على أحدث ادعاء لها، وأبدى الخبير العسكري في «معهد دراسات الشرق الأقصى» في جامعة كيونغنام في سيول كيم دونغ-يوب تشككه، وقال إن «الإشارة إلى ما بين عشرات ومئات الكيلوطن لا تعني على ما يبدو التحدث عن قنبلة هيدروجينية كاملة. من المرجح بشكل أكبر أنها قنبلة نووية معززة»، مشيراً إلى قنبلة نووية تستخدم نظائر الهيدروجين لتعزيز القوة التفجيرية. ويمكن أن تحقق أي قنبلة هيدروجينية قوة تفجيرية يبلغ حجمها آلاف الكيلوطن، ما يزيد بكثير عن القوة التفجيرية التي نجمت عن آخر اختبار نووي أجرته كوريا الشمالية في أيلول (سبتمبر) الماضي، وتراوحت بين حوالى عشرة و15 كيلوطناً، وتماثل القنبلة التي ألقيت على هيروشيما في اليابان العام 1945. وأظهرت صور عرضتها الوكالة زعيم كوريا الشمالية يتفقد رأساً حربية فضي، ويرافقه علماء نوويون. يأتي ذلك بعدما أعلن البيت الأبيض اتصالاً هاتفياً بين الرئيس دونالد ترامب ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أمس (السبت)، بحثا فيه التهديدات المتصاعدة من جانب كوريا الشمالية. وقال البيت الأبيض في بيان إن «الزعيمين أكدا أهمية التعاون الوثيق بين الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية في مواجهة التهديد المتزايد من كوريا الشمالية. الرئيس ترامب أشار إلى تطلعه لمواصلة التعاون الثلاثي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة».
مشاركة :