ذرف ضيوف الرحمن من المتعجلين الدموع وهم يلقون نظرتهم الأخيرة في هذا العام على مشعر منى وهم في طريقهم للمسجد الحرام لأداء طواف الوداع ثم المغادرة إلى بلدانهم بعد أن من الله عليهم بأداء نسكهم بطمأنينة وأمان بفضل الله أولاً ثم بفضل الخدمات والجهود والإمكانات التي سخرتها المملكة لخدمتهم وراحتهم.وشهد المسجد الحرام اليوم كثافة كبيرة من حجاج بيت الله الحرام المتعجلين لأداء طواف الوداع بعد أن من الله عليهم بأداء الركن الخامس من أركان الإسلام.وكانت قوافل الحجيج قد بدأت النفرة من مشعر منى إلى مكة المكرمة اقتداءً بقول الله تعالى (فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه) لمن أراد التعجل والخروج من منى قبل غروب شمس هذا اليوم، وذلك بعد رميهم الجمرات.واستقبل حجاج بيت الله الحرام مع إشراقه صباح اليوم ثاني أيام التشريق في جو آمن مطمئن تحفهم عناية الله ورعايته ثم جهود العاملين الذين جندتهم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لخدمة ضيوف الرحمن.وقام ضيوف بيت الله الحرام برمي الجمرات الثلاث إتباعا لسنة الهادي المصطفى صلى الله عليه وسلم مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة.في حين سيمكث الحجاج الراغبون في التأخر إلى اليوم الثالث عشر من ذي الحجة في مشعر منى ويرمون اليوم الجمرات الثلاث كما رموها في يومي الحادي عشر والثاني عشر مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة الكبرى، ثم يتوجهون غداً إلى بيت الله الحرام لأداء طواف الوداع ومن ثم يغادرون إلى أوطانهم وألسنتهم تلهج بالشكر لله سبحانه وتعالى على ما من عليهم من أداء مناسك الحج رافعين أكف الضراعة إلى الله سبحانه وتعالى أن يجزي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وجميع العاملين في حج هذا العام خير الجزاء على ما قدموه من خدمات جليلة لضيوف الرحمن والسهر على راحتهم وتأمين حجهم وسلامتهم.من جهته، كثفت المديرية العامة للدفاع المدني استعداداتها للتعامل مع كافة المخاطر المرتبطة بتزايد أعداد الحجاج والمصلين بالحرم المكي الشريف عند طواف الوداع وخاصة عند الأبواب الرئيسية وحجر إسماعيل بالحرم المكي الشريف إضافة إلى الساحات المحيطة به.وقال قائد قوة الدفاع المدني بالحرم المكي الشريف العقيد نوار العصيمي: وفقاً للخطة العامة للدفاع المدني للطوارئ لحج هذا العام تم رفع عدد نقاط الدفاع المدني لدعم الحرم المكي الشرف إلى 60 نقطة، تغطي صحن الطواف والمسعى ومناطق السلالم وكافة أبواب المسجد الحرام والساحات الخارجية لمواجهة أي حالات طارئة وتقديم خدمات الإخلاء والإسعاف للحجاج والمصلين في حالات الطوارئ.وأشار العصيمي إلى أن هذا الدعم يتم وفقاً لخطط الإسناد خلال موسم الحج حيث يتم دعم قوة الحرم من قوة منشأة الجمرات وقوات الطوارئ مبيناً أن قوة الحرم تعنى بمساعدة كبار السن والعجزة وأصحاب الأمراض المزمنة مثل السكري والضغط، ونقل هؤلاء والمصابين من داخل الحرم وساحاته إلى المراكز الصحية الأربعة الموجودة في الحرم.
مشاركة :