أمل سرور حين يتحول الصمت إلى لغة للحوار، ويغازل التأمل الخيال، لينسجا معاً حواراً مختلفاً ومميزاً ومتفرداً، فلا تتعجب ولا تندهش فأنت على أرض العاصمة العالمية للكتاب التي تنمح أولوياتها لصغارها، وكعادتها تتألق الشارقة لتقدم مبادرة جديدة يطلقها المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، من خلال معرض «الكتب الصامتة» الذي تستضيفه الإمارات في حدث هو الأول من نوعه على مستوى العالم العربي.«من عند طفل لاجئ»، هكذا بدأت القصة وتحديداً من عند أرض الجزيرة الإيطالية «لامبيدوزا»، حين عجز الطليان عن التواصل معه، فقرروا أن ينتجوا كتاباً تكون لغته حواراً متخيلاً بالصور، لتفسير سلسلة من الحكايا البسيطة جداً والمعقدة أيضاً. ولأن الشارقة، تسير دائماً عبر الخط الإنساني، انطلق المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، الهادف إلى تعزيز ثقافة النشء عبر القراءة، ليحتضن «الطبق الطائر» في الشارقة، ويطير مع معاناة الأطفال اللاجئين ويوفر لهم الكتب، عبر أول معرض للكتب الصامتة في الوطن العربي، يحتفي ب 54 كتاباً صامتاً من 18 دولة مختارة من بينها 3 كتب عربية. منذ الإطلالة الأولى لذلك المعرض الصامت، يتسرب إليك إحساس بأنك دخلت إلى عالم آخر، تنتقل عبره إلى «الصورة المقروءة»، التي تستطيع من خلالها أن تطلق العنان إلى خيالك، بل وربما تكسر كل الحواجز العالقة بينك وبينه. أفنان مصطفى تلك الطفلة التي بلغت من العمر 13 عاماً وقفت تتأمل عن كثب كتاباً من الولايات المتحدة، ويبدو أن خيالها سافر بها إلى عوالم أخرى، انتظرتُ حتى انتهت من قراءتها للصور، واقتربت منها لتحدثني عن تجربتها قائلة: «الكتب الصامتة بالنسبة لي عالم جديد، نجحت تلك القصة التي تدور في عالم الفضاء على تجاوز الحواجز اللغوية والثقافية، والحق أدخلت المتعة إلى نفسي».نورا خوري، الكاتبة الإماراتية المتخصصة في كتب الأطفال، كانت انتهت من ورشتها التدريبية الصغيرة التي أُقيمت على هامش المعرض، والتي حاولت من خلالها مناقشة أحد الكتب وتدريب الصغار على كيفية قراءتها. تحدثت عن تجربتها قائلة: «تجربة مختلفة بكل المقاييس، من خلالها يستطيع الصغار التعرف إلى كيفية تأليف الكتب الصامتة، وتأثير الصورة فيها، ودور اللغة البصرية في نقل المعاني والأفكار، وعلى مدار 8 أسابيع متتالية حتى 30 سبتمبر المقبل، أعتقد أن المعرض سيشهد سلسلة من الجولات التعريفية التي يطلع من خلالها الزوار على الرسائل المتنوعة، التي تسعى الكتب الصامتة إلى إيصالها للقراء بغض النظر عن لغاتهم». وتضيف خوري: «ليست تلك الورشة الوحيدة بل لدينا سلسلة من ورش العمل التي يقدمها مجموعة من الرسامين والكتّاب بهدف تنمية مهارات الأطفال الذهنية، فضلاً عن مساعدة المشاركين على فهم الدور البارز الذي تلعبه الكتب الصامتة في نشر رسائل المحبة والتسامح».
مشاركة :