سعودية تعالج المصابين بـ «اضطراب التوحد» بطريقة مبتكرة

  • 9/4/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تساند فتاة سعودية 12 طفلاً مصاباً باضطراب طيف التوحد، عبر برنامجها الإرشادي الذي أطلقته خلال السنوات الثلاث الماضية، من بينهم أربعة أطفال أنهوا مراحل العلاج، وأصبحوا في حال طبيعية تامة، فيما لا يزال البقية في طور استكمال مرحلة الخطة العلاجية المناسبة لهم. وأوضحت معدة البرنامج المستشارة أمل أحمد القرني الحاصلة على ديبلوم تأهيلي في اضطراب طيف التوحد لـ «الحياة»، أن بداية البرنامج كانت تقتصر على استشارات فردية تهدف إلى تقديم الخطط العلاجية ومتابعة حالات الأطفال، ثم توسعت في تطويره فأصبح إرشادياً تدريبياً تثقيفياً يضم أقساماً عدة مثل: البصيرة التربوية (من فترة الحمل إلى سن العاشرة) تشمل دورات تدريبية، تسهم في رفع مستوى الثقافة التربوية لدى الأمهات، والتوعية بأساسيات التربية التي تتمحور في أكثر المؤثرات إيجاباً، وأكثرها سلباً على صحة الطفل عامة ودماغه بخاصة. وأشارت إلى أنها تقدم جلسات إرشادية جماعية خاصة بأمهات أطفال اضطراب طيف التوحد في مدينتي جدة ومكة المكرمة، من أجل المساعدة في كيفية مواجهة الضغوط في الأسرة، والتخفيف من حدتها وإحياء الأمل والتفاؤل في نفوسهن بواسطة أسلوب الدعم والتحفيز الذي لا يخلو من التوجيه في ما يستصعب عليهن حيال التعامل مع سلوكيات أطفالهن الصعبة، مبينة أنها تحاول تصحيح بعض المفاهيم المغلوطة وكل ما يتعلق بطيف التوحد، إلى جانب الركائز المهمة التي تعتمد عليها طرق علاج هذا الاضطراب. وبينت القرني أن البرنامج يشتمل على استشارات خاصة باضطراب طيف التوحد «أقدم فيها تقويماً لحال الطفل وإعطاؤه الخطة العلاجية المناسبة ومن ثم متابعة حاله»، لافتة إلى أنها تركز خلاله على تدريب الطفل بعد تحسنه، وذلك من أجل تنمية مهاراته وتدريبه على كيفية حماية نفسه من التحرش، إضافة إلى دورات البصيرة التربوية، واستقبال الاستشارات الخاصة من جميع مناطق السعودية عن بُعد. وعن سبب توجهها لهذا المجال على رغم أن مؤهلها الجامعي مغاير لما تمارسه مهنياً، عزت ذلك إلى تنامي نسب الأطفال المُصابين بهذا الاضطراب في السعودية، الذي لا يزال يعتبر أنه «اضطراب لا يُعرف سببه المؤكد ولا شفاء منه»، ولاهتمامها الشديد بعلوم الدماغ والبحث فيه، فضلاً عن التحاقها بدورات وورش عمل متخصصة، توصلت فيها إلى بعض النقاط المهمة في معرفة سبب الإصابة بهذا الاضطراب، وكيفية تحسن الطفل وتطوره وشفائه في حال تم التدخل في سن مبكرة، والتحسن الكبير لمن يبلغون 10 سنوات فأكثر بواسطة إعداد خطط علاجية لهم. أما عن الخطوات التي تتبعها في العلاج فقالت: «بعد دراسة الحال وتشخيصها أشرع في إعداد الخطة العلاجية المناسبة على مراحل أولها التركيز على الجانب الحسي الحركي، ثم تعديل سلوكيات الطفل وفق جدول خاص، تليها عملية تنمية المهارات وتتم على مراحل، كما تشتمل الخطة على تطوير النطق والكلام لدى الطفل»، لافتة إلى أن البرنامج من أول مرحلة إلى آخر مرحلة علاجيه يكون من المنزل فقط ومن الأم من دون أي علاجات دوائية، أو حتى تقديم جلسات للطفل أو طلب إشراكه في مركز خاص بالتوحد. وحذرت اختصاصية اضطراب طيف التوحد من استخدام العلاجات المجهولة المصدر للتجربة على الأطفال المصابين طلباً لشفائهم مثل العلاج بالأوكسجين أو بعض المعادن والسكريتين، والأعشاب غير المجربة، وقالت: «أطفالكم أمانة وليسوا حقلاً للتجارب»، مبينة أن «طيف التوحد لم يعد الشبح المخيف الذي لا شفاء منه فما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء، كل ما يحتاج إليه الطفل هو الرعاية والاهتمام وإشعاره بالأمان والمزيد من الحب والصبر والتفاؤل والاستمرار في تعليمه وتدريبه»، منوهة بأهمية التدخل المبكر الذي يؤدي لاستجابة عالية ونتائج أفضل بكثير من التدخل في سن متقدمة، مشددة على ضرورة إبعاده عن الألعاب الإلكترونية التي تبني دماغاً هشاً ولا يتعلم منها البتة.

مشاركة :