لاجئون سوريون يقضون عطلة العيد في بلادهم قبل العودة مجدداً إلى تركيا

  • 9/4/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

بعد فراق استمر عاماً، قرر اللاجئ محمد حاج صطيفي العودة الى سورية للاحتفال بعيد الأضحى مع عائلته وقضاء اجازة لأيام عدة، ليعود بعدها أدراجه الى تركيا، في غياب توافر مقومات الحياة الأساسية في مسقط رأسه. ويقول محمد (26 سنة) اثناء جلوسه في حديقة منزله في مدينة بنش في محافظة ادلب وإلى جانبه والده ووالدته وشقيقه: «منذ اكثر من عام، لم أر اهلي وعندما حلّت إجازة العيد قررت المجيء». وتضيق الحديقة بالأقرباء الذين يتبادلون أطراف الحديث والضحكات، بينما يتواصل محمد عبر الهاتف مع شقيقاته المتزوجات المقيمات في دول الخليج. ومحمد واحد بين اكثر من 40 ألف لاجئ سوري يقيمون في تركيا احصت السلطات عبورهم الحدود في شكل قانوني خلال اجازة العيد لتفقد عائلاتهم وأقاربهم في الشمال السوري. وتستضيف تركيا نحو ثلاثة ملايين سوري فروا من الحرب المستمرة في بلدهم منذ عام 2011. ويعيش غالبيتهم في المدن الكبيرة والبقية في مخيمات للاجئين في المناطق الحدودية. وسمحت السلطات في محافظة كيليس التركية الحدودية مع سورية، للسوريين بالعودة الى بلادهم خلال عيد الأضحى عبر معبر انجوبينار، على أن يعودوا أدراجهم بحلول 15 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. وتغلق تركيا المعابر الحدودية كافة مع سورية ولا تسمح الا بمرور قوافل المساعدات الإنسانية. وتسمح بعبور المدنيين فقط خلال عيدي الفطر والأضحى. منذ عام، يستقر محمد في شكل دائم في مدينة الريحانية التركية حيث يعمل موظفاً في شركة انترنت. وينوي العودة اليها بعد انتهاء الإجازة قائلاً: «أنوي البقاء عشرة أيام هنا». ويعود معظم اللاجئين الى مناطق باتت تحت سيطرة الفصائل السورية المعارضة المدعومة من أنقرة مثل مدينتي جرابلس والباب في محافظة حلب أو الى محافظة ادلب الواقعة تحت سيطرة فصائل متشددة في شكل رئيس. وتشهد المنطقة هدوءاً نسبياً منذ اعلان أنقرة وموسكو، حليفة دمشق، التوصل الى اتفاق مناطق خفض التوتر قبل اشهر. لكن العودة الى ادلب وفق محمد لا ترتبط «بعودة الأمن» فحسب، بل ايضاً «بتوافر فرص العمل ومقومات العيش». وأضاف: «إذا توافر الأمن ولا توجد فرص عمل، فبالتأكيد سأبقى حيث أجد لقمة عيشي، اي في تركيا» أما «إذا عادت فرص العمل ومقومات الدولة، افضّل بالتأكيد العودة الى بلدي». وتابع: «بالنتيجة الهدوء وحده لا يكفي.. وإذا لم تعد المؤسسات والجامعات ويستتب النظام وتعود كل هذه الأمور الى طبيعتها فسنعيش في فوضى». ووفق ما اعلنته «المنظمة الدولية للهجرة» منتصف الشهر الماضي، فإن أكثر من 600 ألف سوري ممن تركوا مناطقهم ونزحوا داخل سورية او لجأوا خارجها عادوا ادراجهم بين كانون الثاني (يناير) وتموز (يوليو) 2017. وعزا 11 في المئة عودتهم الى تحسن الوضع الأمني في مكان عودتهم. وكان 16 في المئة من اجمالي العائدين لاجئين في بلدان الجوار مثل تركيا ولبنان والأردن والعراق. ويكرر الإعلام التركي الإشارة الى أن الحياة تعود الى طبيعتها تدريجياً في بعض مناطق الشمال السوري، حيث استؤنفت الدراسة في المدارس وعادت خدمات البلدية، خصوصاً في مدينتي جرابلس والباب. لكن المنظمة نبهت الى أن امكان الحصول على المياه والخدمات الصحية تبقى محدودة بسبب الأضرار التي لحقت بالبنى التحتية. وأحدثت الحرب السورية التي أودت بحياة أكثر من 330 ألف شخص، دماراً هائلاً في البنى التحتية والممتلكات، ودفعت اكثر من نصف السكان الى النزوح داخل سورية او اللجوء الى دول الجوار. بعد سيطرة القوات الحكومية اواخر العام الماضي على مدينة حلب التي يتحدر منها، انتقل يمان الخطيب (27 سنة) مع زوجته وطفله ووالديه الى تركيا. لكنه يضطر للتنقل دورياً عبر طرق تهريب بين مدينة ادلب حيث يعمل صحافياً ومنطقة انطاكيا حيث تقيم عائلته. ولا يخطط هذا الشاب في الوقت الراهن للعودة مع عائلته في شكل دائم الى ادلب على رغم الهدوء النسبي. ويقول ان وجودهم في تركيا مرده عدم وجود اي «منطقة آمنة يستطيعون أن يعيشوا فيها بعد خروجنا من حلب». وأضاف: «بما أن سورية منطقة حرب في شكل عام، وجدت تركيا المنطقة الأكثر أمناً للعائلة». لكنه على غرار كثيرين، يتمنى ان يستقر مع عائلته مجدداً في سورية باعتبار ان ذلك «حلم أي عائلة سورية». ويعتبر ان «تدفق العائلات السورية من تركيا الى سورية دليل على ان حلم الجميع العودة للوطن، لكن انعدام الأمن عدا عن عدم توافر أبسط مقومات الحياة من مياه وكهرباء في المناطق المحررة» يحول دون ذلك. وعلى رغم سعادتها برؤية افراد من عائلتها وأقاربها، تنوي رهف (19 سنة) بدورها بعد انتهاء اجازة العيد، العودة الى مدينة الريحانية التركية حيث تقيم منذ خمس سنوات مع والدتها وشقيقتها وتخطط لبدء سنتها الجامعية الأولى. وأضحت وهي تجلس قرب والدها وعمتها «نحن مجبرون على البقاء في تركيا. بالتأكيد أفكر بالعودة الى سورية إذا عاد الأمن والوضع الى ما كان عليه قبل الحرب».

مشاركة :