أبرزت العديد من الصحف ما يحدث في ميانمار (بورما) ضد أقلية مسلمي الروهينجا في ظل تقارير صحفية وحقوقية عن حرق منازلهم وقتل المئات خلال الأيام السبعة الماضية. وانتقد العديد من الكتاب ما وصفوه بصمت المجتمع الدولي تجاه "مأساة الروهينجا". ودعت الصحف لتحرك دولي لوقف الانتهاكات بحقهم. ويتهم الروهينجا قوات الأمن وجماعات بوذية بحرق القرى التي يعيشون فيها. لكن الحكومة في ميانمار تقول إن قواتها ترد على هجمات شنها مسلحون من الروهينجا على أكثر من 20 مركزا للشرطة. "مذابح بشعة" يوجه محمد عبدالعليم داوود في "الوفد المصرية" انتقادات لدول العالم لتعاملهم مع مسلمي ميانمار "بمنطق الصمت". يقول: "إن تجرد البشرية من انسانيتها لم يصل من قبل إلي ما وصل إليه الآن من تدني، فيتعرض مسلمو بورما منذ سنوات وحتي الآن إلى مذابح بشعة". في السياق ذاته، تقول الراية القطرية إن "ما يعانيه مسلمو الروهينجا من انتهاكات وفظاعات وهجمات دامية يتطلب تدخلا دوليا عاجلا لإنقاذهم وإيقاف المجازر ضدهم وترحيلهم من قراهم وإحراق منازلهم، وتشدد الصحيفة في افتتاحيتها علي أن "ما يحدث لهم هو محل إدانة واستنكار شديدين وعلى ميانمار الامتثال للقانون الدولي، وإيقاف هذه الهجمات فورا وتحقيق العدالة لهم وإرساء المصالحة حتى لا يكونوا عرضة مستقبلا لشتى أنواع الفظاعات والانتهاكات مجددا". تقول الصحيفة: "لذا فقد آن الأوان ليسمع العالم أنين الروهينجا ويهب لمساعدتهم ويرفع الانتهاكات والفظاعات الواقعة عليهم". تحت عنوان" المأساة المنسية"، كتب مفتاح شعيب في الخليج الإماراتية: "لم يكن عيد الأضحى سعيداً على المسلمين الروهينجا في ميانمار بعد سقوط المئات منهم رمياً بالرصاص وتهجير عشرات الآلاف من ولاية راخين القريبة من بنجلادش". يضيف الكاتب: "ما يحدث للمسلمين في ذلك البلد الآسيوي المنغلق تنطبق عليه أوصاف المذبحة والإبادة الجماعية التي يدفع ثمنها المدنيون العزل، فقد تم إحراق وتدمير عشرات القرى في إقليم راكان ووضع نحو مليون نسمة في مخيمات غير إنسانية". يقول إسماعيل باشا في العرب القطرية: "ما يتعرّض له المسلمون في أراكان اليوم جرح من جراح الأمة، وقضية من أهم قضاياها. وبينما يحتفل المسلمون بعيد الأضحى المبارك، يُقتل إخوانهم في الدين، ويُذبحون بدم بارد، وتُحرق بيوتهم في قرى أراكان على يد مجرمي جيش ميانمار والعصابات البوذية". انتقادات للمجتمع الدولي وبورما ينتقد صادق ناشر في الخليج الإماراتية الأمم المتحدة لعدم تحركها إزاء ما يحدث في ميانمار. يقول الكاتب: "يغمض العالم عينيه عند الحديث عن مأساة الروهينجا، الأقلية المسلمة المضطهدة في ميانمار، وقليلة هي القرارات الأممية التي تتناول هذه المأساة الإنسانية التي تتفاقم مع مرور كل يوم، من خلال ارتكاب أعمال بشعة لا تمتّ للإنسانية بأية صلة". ويضيف: "المؤسف أن الأمم المتحدة لم تحرك ساكناً حيال الجرائم الفظيعة التي ترتكب في هذا البلد، ولم تقم بخطوات عملية تجبر حكومة ميانمار على إرجاع حقوق الروهينجا، ولم تتخذ إجراءات وتدابير عملية لمنع وقوع المجاز في أراكان، التي تنحدر منها الأقلية المسلمة". تحت عنوان "مأساة الروهينجا"، تقول الأهرام المصرية: "ما تتعرض له أقلية الروهينجا المسلمة في ميانمار لم يعد مقبولا السكوت عليه من جانب المجتمع الدولي". وتدعو الأهرام في افتتاحيتها إلي "سرعة التحرك لوقف هذه المجاوز والمحارق"، فيما تشير إلي أن "المجتمع الدولي يقف عاجزاً عن التصرف، بينما العشرات يتم قتلهم كل يوم وتحرق بيوتهم". وتقول الصحيفة إن "علي الدول الإسلامية مسئولية كبري في هذا الشأن إلي جانب تحرك المنظمات الدولية ومنظمات الإغاثة". كذلك ينتقد مفتاح شعيب في الخليج الإماراتية رئيسة وزراء ميانمار أونج سان سوتشي. يقول: "من المؤسف أن من ترأس الحكومة المدنية في ميانمار حائزة جائزة نوبل للسلام، وهي السياسية المعارضة السابقة أون سان سو تشي... ولكنها فشلت في تحقيق العدالة الاجتماعية ورفع المظالم عن فئة من الناس هي جزء أصيل من شعبها وبلدها. يعرب الكاتب عن أسف لأنه "يبدو أن العنصرية والنزعة الاستئصالية المتجذرة في أجهزة ميانمار قد غلبت ما عداها من القيم الخيرة، وهو ما يجعل المأساة مستمرة والصمت الدولي أكثر من مؤلم".
مشاركة :