في المناظرة التليفزيونية الأولى التي تجمع بينها وبين نظيرها مارتن شولتز، مرشح اليسار الوسط، واجهت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، انتقادات لاذعة فيما يخص مسألة اللاجئين غير الشرعيين، سياستها مع الرئاسة الأمريكية الحالية وغيرها من القضايا الشائكة. وبدت المستشارة الألمانية أكثر اقناعا، طبقا لما ورد في استطلاع للرأي أجرته محطة انفراتست التليفزيونية الألمانية، إذ أظهر الاستطلاع تقدم ميركل بنسبة 55%، مقارنة بنظيرها الذي لم تتجاوز نسبة إقناعه ال35 %. وتمسكت ميركل باستراتيجيتها القاضية بتجاهل منافسها والتركيز على ما حققته منذ وصولها إلى السلطة عام 2005، مع تسجيل البطالة في ألمانيا أدنى نسبها تاريخيا. ملف اللاجئين انتقد شولتز سياسة ميركل تجاه اللاجئين ووصفها بأنها تعيش في “عزلة” تامة عن الواقع المرير للبلاد منذ أن فتحت أبوابها أمام اللاجئين، وأجابت ميركل برفضها القاطع لاستقبال اللاجئين غير الشرعيين وطالبت الموجودين منهم داخل الحدود الألمانية بالمغادرة الفورية. ونقلت وكالة “نوفوستي” عن المستشارة الألمانية قولها في معرض ردها على سؤال صحفي، خلال مناظرات تسبق الانتخابات وبثتها قناة ARD التليفزيونية الألمانية: “لقد عملنا على هذا بجدية، وأنا أتفق تماما معكم، على أن أولئك الذين لم يمنحوا صفة لاجئ يجب أن يغادروا ألمانيا” وفي نفس السياق، أكدت ميركل أن الإسلام يعتبر جزءا من ألمانيا، قائلة: “إنني أتفهم أولئك المشككين، لأن العمليات الإرهابية الدرامية تتم حاليا باسم الإسلام.. لذلك أوضحت أن رجال الدين الإسلاميين يجب أن يقولوا إنهم بعيدون عن هذا، فالإسلام ينتمي إلى ألمانيا، من خلال أولئك المسلمين الذين يعيشون معنا، ولكن في إطار الدستور الحالي والابتعاد عن الإرهابيين”. ملف كوريا الشمالية وقبل ثلاثة أسابيع فقط من يوم الاقتراع، هاجم شولتز، البالغ من العمر 61 عاما، سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فيما يتعلق بالأزمة المستمرة مع كوريا الشمالية قائلا:” إنه يجلب العالم إلى حافة الهاوية عن طريق تغريداته المستمرة“، كما دعا أوروبا وكندا والمكسيك والمعارضين من الولايات المتحدة إلى الاتحاد لوضع حد للأمر قبيل نشوب حرب محتملة. خلال المناظرة التي استمرت نحو 97 دقيقة، تعهدت ميركل، التي تسعى لولاية رابعة، بإجراء حوارات مع قادة القوى العظمى في العالم، وأنها بدأت بالفعل بالحوار مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول الأزمة الأمريكية-الكورية. وأظهرت ميركل، طبقا لتصريحاتها، عزمها الشديد على التحاور مع روسيا والصين واليابان وكوريا الجنوبية في الأيام القادمة. “لا أعتقد أنه من الممكن إيجاد حلول جزرية دون التحاور مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولكن أريد التركيز على رفضنا القاطع لأي حل غير سلمي” هكذا قالت المستشارة الألمانية فيما يخص أزمة كوريا الشمالية والولايات المتحدة المستمرة بسبب إطلاق كوريا تجارب صاروخية باليستية وهيدروجينية. ميركل أكثر مصداقية فور انتهاء المناظرة، أظهرت استطلاعات الرأي التقدم الملحوظ لميركل، إذ ذكر استطلاع “ أي آر دي” تقدم المستشارة بنسبة تصل إلى 49% في حين وصلت نسبة اقتناع الألمان بتصريحات تشولتز إلى 29% فقط.
مشاركة :