يشتهر أهالي حلايب وشلاتين، بعدة أكلات يتناولونها في أيام عيد الأضحى، مرتبطة بشكل كبير بطبيعة المنطقة الجبلية، وتأتي وجبة «السلات» في صدارة هذه الأكلات، خاصة لحوم الضأن منها، وهي عبارة عن شواء اللحم الضاني، بعد تصفية العظم منه، على نوع من الحجارة المحماة، وهي حجارة البازلت الموضوعة على طبقة من الجمر، ويطهى من لحوم الضاني المرتبطة بعيد الأضحى. وتعد «السلات»، من أشهر وأشهى الأكلات في حلايب وشلاتين، وأشهى طبق في عيد الأضحى المبارك لأهل المنزل ويتم تقديمه للضيوف والمعيدين. وأكد ناصر محمد علي، الباحث في التراث البجاوي، ومن أبناء حلايب وشلاتين، أن عملية إعداد وجبة السلات تبدأ بعد ذبح الأضحية مباشرةً، ويجهز الشباب المكان المخصص لإعدادها من خلال جمع أحجار البازلت وغسلها ومن ثم إشعال الفحم والحطب في نقطة دائرية، وعند اشتعال النار توضع أحجار البازلت فوق الفحم حتى تصبح جمر. ويُخرج المضحي من أضحيته الثلث المخصص للأصدقاء وثلث للفقراء، يأخذ شرائح لحم الضاني من ثلثه ليعده للطعام، لافتا إلى أن أطيب أنواع اللحم للسلات هي الفخذ والصدر بعد تشفيته من العظم تمامًا، ويتم وضع اللحم على البازلت بعد تقطيعه شرائح لضمان تسويته جيدًا، و تُقلب على البازلت حتى تستوي. وأضاف: «أهالي المنطقة يجمعون الأخشاب والأعشاب والأغصان الجافة لتسوية السلات، وأشهرها فروع شجر الأدليب (الأثل)، ويتم تقليبها لمدة ساعة مع إضافة قليل من الملح والليمون، وتشبه إلى حد كبير طريقة طهي الكباب مع الاختلاف، وسميت (سلات) لأن الدهن ينسلت من اللحم من خلال الحجر وتجد أمام كل منزل موقد لإعدادها». وتأتي وجبة «الإنقِلت» وهي الوجبة التي تحتل المرتبة الثانية عند سكان حلايب بعد السَّلات، ويتم إعدادها بطريقة مختلفة بعض الشيء، بداية من تقطيع اللحم لشرائح ويتم بعد ذلك تعريضها للشمس لتجفيفها في الهواء الطلق ثم يتم تقطيعها قطع صغيرة جدًا قبل أن توضع في الإناء على فحم أو نار هادئة، وهناك من يفضل إضافة عجوة منزوعة النواة لهذه الوجبة تضيف لها مذاق ونكهة جميلة. وأوضح أن هذا جزء من العادات والتقاليد الخاصة بالأكلات الشعبية البجاوية المرتبطة بعيد الأضحى، يحافظ الجميع دائمًا عليها، مفضلا هذه الوجبات الخاصة بالمطبخ البجاوي التي يرى فيها البعض مذاق خاص، كما تبدو هذه الأكلات صحية بعض الشيء نظرًا لطرق إعدادها في أجواء طبيعية.
مشاركة :