ترامب يفاجئ كوريا الجنوبية بهجمات في مصلحة الشمال

  • 9/4/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

سيول - يبدو ان الرئيس دونالد ترامب يخدم مصلحة كوريا الشمالية وهو يخاطر باضعاف حلف يعود لعدة عقود، من خلال مهاجمته كوريا الجنوبية وازدراء قادتها والتهديد بالغاء الاتفاق التجاري معها. وبعد أكثر من 24 ساعة على التجربة النووية السادسة لبيونغيانغ التي أعلنت عن اختبار قنبلة هيدروجينية، لم يتصل ترامب حتى الان بنظيره الكوري الجنوبي مون جاي-ان رغم اتصاله برئيس الوزراء الياباني شينزو ابي. وفي سلسلة تغريدات اثر التجربة النووية الاحد ندد ترامب بسلوك كوريا الشمالية لكنه انتقد ايضا كوريا الجنوبية. وقال متحدثا عن رئيس كوريا الجنوبية المؤيد للحوار مع الشمال "ان كوريا الجنوبية تدرك كما سبق ان قلت لهم ان خطاب التهدئة مع كوريا الشمالية لا جدوى منه، انهم لا يفهمون الا شيئا واحدا". وأعلن ترامب السبت انه ينوي سحب بلاده من اتفاق التبادل الحر مع سيول وهو الاتفاق الذي يعتبره الخبراء احد ركائز العلاقة الوثيقة بين البلدين الحليفين منذ نحو 70 عاما. وكان لهجمات ترامب غير المتوقعة على كوريا الجنوبية وقع المفاجأة. ويؤكد الخبراء ان تغريداته غير المناسبة تفاقم الوضع في اوج ازمة دولية. تقلب وتهجم ما يساهم في جعل تغريدات ترامب غير مناسبة أن رئيس كوريا الجنوبية لا يعتبر من الحمائم. فقد طالب اثر التجربة النووية بفرض "أشد العقوبات" على بيونغيانغ خصوصا من خلال عقوبات جديدة في اطار الامم المتحدة بهدف "عزل كامل لكوريا الشمالية". لكن بحسب جون دولوري من جامعة يونسي بسيول فان ترامب يعتبر رئيس كوريا الجنوبية من انصار سياسة التهدئة. واضاف الباحث "انه يولي حاليا قليلا من الاهمية لهذه العلاقة، حتى انه مستعد للتهجم علنا على شركائه في سيول". وواشنطن هي حامية كوريا الجنوبية حيث تنشر 28 الف عسكري. والتحالف بين واشنطن وسيول هو عماد للاستراتيجية الاميركية في آسيا للتصدي للنفوذ الصيني واحتواء عسكرة كوريا الشمالية. ولم يكتف ترامب بالاتصال برئيس الوزراء الياباني، بل اقر ايضا بان الصين "تحاول المساعدة لكن مع نجاحات قليلة". وعلق دولوري "إن ترتيب الأولويات واضح، فكوريا الجنوبية تقع في ادنى السلم". ومقاربة ترامب يمكن ان تكون قاضية بالنسبة للسياسة الاميركية تجاه كوريا الشمالية"، بحسب ادام مونت من مركز التقدم الاميركي. واضاف "ان تماسك الحلف هو أبسط وأهم إشارة يتعين ارسالها اليوم". وتابع "ان مواقف ترامب من التجارة والمفاوضات وعدم ثباته السياسي والتهديدات وباقي التهجمات قوضت الحلف". المخاطرة بسان فرنسيسكو دفاعا عن سيول كان ترامب اتهم خلال حملته الانتخابية سيول بعدم دفع ثمن كاف لقاء الحماية الأميركية، وهدد بالغاء اتفاق التبادل الحر "المريع" المبرم مع سيول في عهد سلفه باراك اوباما. وعاد الملف للواجهة مع إعلان ترامب أنه سيبحث هذا الاسبوع مع مستشاريه امكانية الانسحاب من اتفاق التبادل الحر (كوروس). وفي ظل التوتر القائم في شبه الجزيرة الكورية فان هذا الامر يمكن ان يكون كارثيا. وهو ما اشارت اليه وسائل الاعلام الكورية الجنوبية التي حذرت من مخاطر زعزعة اكبر للاستقرار في المنطقة. وكتبت صحيفة جونغانغ البو في افتتاحيتها الاثنين ان الغاء الاتفاق سيوجه "رسالة سيئة لكوريا الشمالية بشأن التحالف". وهو أيضا رأي المحلل كولين كال من جامعة جورجتاون الذي عمل مع ادارة اوباما. وهو يرى ان أولوية واشنطن يجب أن تكون طمأنة كوريا الجنوبية واليابان خصوصا وان التجارب الكورية الشمالية للصواريخ العابرة للقارات يمكن ان تثير تساؤلات مشروعة بشأن الارادة الفعلية لواشنطن في "المخاطرة بسان فرنسيسكو للدفاع عن سيول". وقال كال في تغريدة "ان تقويض التضامن داخل الحلف في هذه المرحلة، امر غبي وخطر" مضيفا "يتعين ان تتحدث الادارة بصوت واحد قبل ان يحرم التضارب الولايات المتحدة من حلفائها او يؤدي الى حرب او الاثنين معا".

مشاركة :