الإنسان حرٌّ يفعل ما يشاء يقول ما يشاء لا تقيده شريعة إلهية فهو إله نفسه وعابد هواه لا مأمور من الخلق باتباع منهج شرعي (ونقطة) أما بعد.ما كُتِب قبل النقطة هي الليبرالية المنحرفة بالاختصار الشديد. دعونا نأذن لعقل العاقل أن يتأمل؛ أليست الليبرالية السعودية والعلمانية طرفًا؟ والمتشددون طرفًا؟ والبقية ضحية أزمة الفكرين معًا؛ ضحايا هذه الأزمة لا تجد لهم رأيًا واضحًا، ولو ناقشنا أحدهم لن نصل لنقطة التقاء معه أو تجد بعضهم يقول ما معنى ليبرالية! ماذا يريدون؟! وهنا معضلة الفكر الحقيقية جهلنا بما يريدون وهي ما جعلت الأطراف جميعها لا تتفق على موقف محدد، فالليبرالية السعودية ترى أنها مقيدة بشريعة لكنها جزء من العلمانية لا تنفصل عنها بأية حال،وكل تفسير لها أو تعريف طريق مؤدٍ للعلمنة.والعلمانية كما نعلم مفهوم غربي ينادي بفصل الدين عن الدولة، هذه العلمانية ولَّدت لنا فكرًا عاقًّا يقول إن الإنسان حر يكفل حريته بنفسه لا يتبع منهجًا إلهيًّا. أما في السعودية فقد جاءت بمعنى دعوني أمارس الثقافة الدينية دون أن تعارض حريتي! لكن هل من الحرية مثلاً أن تسرق ولا تقطع يدك؟ أن تزني ولا يقام عليك حد من حدود الله؟ أن تصوم من اليوم نهاره كثقافة دينية، وفي ليله تمارس المراقص والفواحش كحرية شخصية! إذن كل الطرق تؤدي للعلمانية، وحريتكم فوضى أخلاقية حرمها الإسلام، وحدَّ لها الحدود لسلامتنا منكم. ثم يأتيك هذا الفكر العاق المولود من علمانية ملحدة يقول إنهم إصلاحيون وهم الأمة الوسط المعنية في الآية المنزلة على محمد صلى الله عليه وسلم، ولا نستطيع أن نتمالك أنفسنا من الضحك على جهلهم بتفسير الوسطية في الآية لكننا بعد أن ننفث ونستعيذ من الشيطان نتذكر أن الجهالة هي من جعلتهم بهذا الرداء الفكري المبتذل.. إذا كانت الليبرالية السعودية ترى أنها مقيدة بشريعة فهي لم تأتِ بشيء غريب عن شريعتها، فالإسلام كفل لنا مساحة عالية من الحرية ونحن مع الله في غنى عنكملماذا إذن ترفعون شعارات غربية وتتغنون بها؟ أم لأنها غربية وحسب؟! ثم يعودون ليقولوا نحن مع المرأة ويضربون على وتر عمل المرأة وعندما نقول هل حرمت الشريعة عملها؟ هل أهانتها؟ يهربون خشية من حجتنا كخشية الأرنب من فم الأسد. أما المتشدد فسامحه الله كالطالب الراسب حفظ كلمة “حرام”، وكتبها في كل أسئلة الأحكام ثم رسب فخرج يصدح بها بين الناس في المجالس حتى جعل لأعداء الشريعة حججًا يتداولون حديثه بأنها تلك الشريعة ونحن لا حول لنا ولا قوة إلا بالله وأنه راسب. إن المحاجَجَة في علم الدين على فهم ودراية هي السلامة للدين من أشباه الحجج، ومن القول فيه بما ليس فيه. أما الإفتاء أو الاستدلال وضرب الأدلة هنا وهناك وهو جاهل في الدين هي الضريبة لكل ما يحدث الآن من أزمة تحاول كل أطرافها الانتصار لرأيها وحسب.! رابط الخبر بصحيفة الوئام: الجهل أزمة الليبرالي والمتشدد
مشاركة :