لم تعد أصول الإتيكيت تقتصر على طريقة تناول الطعام أو تبادل التحية وما إلى ذلك، وإنما أيضا أن تتجنب النظر إلى شاشة هاتف ذكي أو جهاز لوحي في يد زميلك أو الشخص الذي يجلس إلى جوارك في أي مكان. وبالطبع، الاقتراب من أي شخص أثناء قيامه بإدخال كلمة السر لجهاز الكمبيوتر الخاص به، أو ماكينة الصراف الآلي، كلها أمور تسبب شعورا بالضيق الشديد والانزعاج بل والقلق. ويتعرض الكثير منا إلى مواقف كهذه ولكن يبدو أنه لن يكون هناك سبب للانزعاج من هذه الظواهر المؤرقة مجددا. فقد تم إعداد تطبيق جديد يمكن أن يساعدك في التخلص من مخاوفك حول استراق النظر من وراء ظهرك، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية. إن تلك التقنية الجديدة التي قام بتطويرها باحثون في جامعة نيويورك، تستخدم لوحة مفاتيح هجينة بحيث تظهر الصورة بطريقة ما للمستخدم عن قرب، ولكنها تبدو بشكل مختلف للمتلصص الذي يقف على مسافة 90 سم أو أكثر. تسمى التقنية "IllusionPIN"، وهي تمزج صورة واحدة من لوحة المفاتيح بتردد مكاني عالٍ، بينما ترسم لوحة مفاتيح أخرى، مختلفة تماما عن التردد المكاني المنخفض. ويقول الدكتور ناصر ميمون، أستاذ علوم الكمبيوتر في كلية تاندون للهندسة، بجامعة نيويورك: "إن التكوين التقليدي للأرقام على لوحة المفاتيح يعتبر مألوفا لدرجة أنه من الممكن للمراقب أن يميز بينه وبين أي رمز كودي، ويمكن الدخول عليه بعد عدة مشاهدات لفيديو المراقبة". "عند تشغيل تقنية الـ" IllusionPIN" أثناء استخدام جهاز ما، فإن المستخدم، الذي يكون هو الأقرب بالطبع إلى الجهاز - يرى تكوينا واحدا للأرقام، ولكن الشخص الذي ينظر من مسافة أبعد يرى لوحة مفاتيح مختلفة تماما". ووفقا للدراسة، فإن تطبيق "IllusionPIN" يعيد تكوين لوحة المفاتيح لكل عملية استخدام أو محاولة تسجيل الدخول، حيث إن المتلصص يكون قد حفظ الترتيب المكاني للأرقام التي تم الضغط عليها في المرة السابقة. ولاختبار تلك التقنية، قام فريق البحث بمحاكاة سلسلة عمليات من التلصص على أجهزة الهواتف الذكية على مسافات مختلفة. وإجمالا، أجرى الباحثون 84 محاولة تلصص على 21 مشاركا، لم تكن أي منها ناجحة. وعلى النقيض من ذلك، أجرى الباحثون أيضا 21 هجوما للتلصص على الهواتف غير المحمية باستخدام نفس مسافات التجربة الأولى. في هذه التجربة، كانت جميع الهجمات الـ21 ناجحة، حيث تم الحصول على الرموز الكودية من مراقبة شاشة #الهواتف غير المحمية. ووجد فريق الباحثين أيضا أن "IllusionPIN" جعل من المستحيل تقريبا سرقة الرمز الكودي أو غيرها من معلومات الدخول باستخدام لقطات كاميرات المراقبة. ووفقا للباحثين، فإن الوعي بالتهديدات الناجمة عن التلصص ازداد خلال العقد الماضي، متزامنا مع ظهور أول جيل من الهواتف الذكية. وأشار الباحثون إلى أن الهدف الأساسي من التقنية الجديدة هو زيادة الحماية على الرمز الكودي دون المساس بتجربة المستخدم.