قوات سوريا الديمقراطية باتت تشرف على المربع الأمني الذي يتحصن فيه مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية في وسط المدينة القديمة حيث الأحياء السكنية الأكثر كثافة.العرب [نُشر في 2017/09/04]احباط محاولات داعش لاستعادة المدينة القديمة الرقة (سوريا)- بعد طردهم من المدينة القديمة في الرقة، لا ينفك مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية عن محاولة التسلل اليها، لكن قوات سوريا الديمقراطية وقناصتها المتمركزين في الطوابق العلوية يحبطون تحركاتهم بدعم من التحالف الدولي بقيادة اميركية. ففي أحد شوارع المدينة القديمة، يتجول مقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية مدججين بالسلاح بين أبنية مدمرة واخرى تصدعت طوابقها العلوية، فيما تملأ المكان رائحة منبعثة من جثث ملقاة على الطريق تعود لجهاديين قتلوا خلال المعارك. وداخل عربة عسكرية من طراز هامر، يقول القائد الميداني أردلان حسكة باللغة الكردية "كل قوتهم كانت هنا، حاولوا مراراً وتكراراً الهجوم علينا بأعداد كبيرة لاستعادتها لكن رفاقنا تصدوا لهم بقوة وكسروا هجماتهم". ويضيف "كانت (المدينة القديمة) تعد مركزهم الاستراتيجي ويتمركز فيها عناصرهم من جنسيات اجنبية". وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية، تحالف فصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن، الجمعة سيطرتها على المدينة القديمة في الرقة، بعدما دافع عنها مقاتلو التنظيم بشراسة طوال شهرين. وتخوض هذه القوات منذ يونيو بدعم من التحالف الدولي، معارك عنيفة داخل مدينة الرقة لدحر الجهاديين من معقلهم الابرز في سوريا. وباتت تسيطر على اكثر من ستين في المئة من مساحة المدينة. وداخل أحد الابنية، يفترش قياديون من قوات سوريا الديمقراطية الارض، ويمسك احدهم لوحاً الكترونياً يحددون عليه بعض نقاط تمركز مقاتلي التنظيم في شارع مقابل لسور الرقة القديم من جهة الجنوب. ويقومون بعدها بارسال مجموعات من المقاتلين الى خطوط الجبهة الامامية. وفي العديد من أبنية المدينة القديمة، يتمركز مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية في الطوابق العلوية المطلة على باقي احياء الرقة. وعلى احدى النوافذ، يثبّت أحد المقاتلين رشاش قنص معدل يطلق عليه اسم "زاغروس"، ثم يستعد لاطلاق الرصاص بعد رصده تحركات عناصر من التنظيم المتطرف قرب أحد ابراج خطوط الاتصالات الخلوية على اطراف المدينة القديمة. التحالف يقصفهم وبعد دقائق من ضربة جوية نفذها التحالف الدولي، تسببت بتصاعد سحابة من دخان كثيف، يشرح القيادي الكردي في قوات سوريا الديمقراطية أركيش سيامند "نقوم بتمشيط الشوارع المحيطة بالرقة القديمة وهاجم داعش اليوم (الاحد) بعض نقاطنا لكننا تصدينا لهم وطيران التحالف قصفهم". ويتوقع هذا القيادي أن يحاول التنظيم "تكرار الهجوم مجدداً في محاولة لاستعادة المدينة القديمة التي تحظى بأهمية استراتيجية". ومع سيطرتها على المدينة القديمة في الرقة، باتت قوات سوريا الديمقراطية تشرف على المربع الامني الذي يتحصن فيه مقاتلو التنظيم في وسط المدينة حيث الاحياء السكنية الاكثر كثافة. وكانت هذه القوات دخلت الى المدينة القديمة بعدما احدثت طائرات التحالف قبل شهرين ثغرتين في السور العباسي الذي يحيط بها ويعرف بسور الرافقة. وفي احياء اخرى من المدينة القديمة، يمكن مشاهدة ستائر زهرية واخرى بنية اللون معلقة في الشوارع الرئيسية لصد قناصي التنظيم وتوفير هامش اوسع لتحركات قوات سوريا الديموقراطية. وتعد صوامع الحبوب الواقعة على بعد نحو كيلومتر من المدينة القديمة الهدف المقبل لقوات سوريا الديمقراطية. ويقول المقاتل أحمد العيسى (25 سنة) "سنتجه بإذن الله الى الصوامع لتحريرها من داعش الارهابي". وفي مبنى قريب، تتركز قناصات من قوات حماية المرأة الكردية ويراقبن تحركات عناصر التنظيم قرب الصوامع. وتقول المقاتلة العشرينية بيريتان جودي فذ "نراقب عناصر داعش ونقنصهم اذا حاولوا التقدم". وتضيف بفخر "نتمركز في هذا المكان الاستراتيجي وننتظر الفريسة من الدواعش لنحطم رؤوسهم".
مشاركة :