أثارت التجربة النووية السادسة التي أجرتها كوريا الشمالية الأحد، وأعلنت من خلالها النجاح في صنع قنبلة هيدروجينية، ردود فعل دولية منددة وغاضبة. وبدأ خبراء في الهندسة النووية في تحليل مدى قدرة نظام بيونغ يانغ على امتلاك قنبلة نووية حرارية، والذي إن تحقق قد يغير قواعد اللعبة بالكامل. يقول خبراء إن إعلان كوريا الشمالية أنها أنجزت بنجاح اختبار قنبلة هيدروجينية يمثل خطوة كبرى صوب تحقيق هدفها المعلن منذ فترة طويلة بتطوير صاروخ يحمل رأسا نووية يمكنه الوصول إلى الأراضي الأمريكية. فقد أجرت كوريا الشمالية اختبارها النووي السادس والأقوى يوم الأحد وقالت إنها نجحت في تفجير قنبلة هيدروجينية قوية تعرف من الناحية التقنية بأنها قنبلة نووية حرارية ذات مرحلتين. وتمت الاختبارات النووية الست بما فيها اختبار يوم الأحد تحت الأرض في عمق منطقة جبلية ومن الصعب التحقق من مصادر مستقلة من صحة ما أعلنته بيونغ يانغ. غير أن الخبراء الذين درسوا أثر الزلزال الناجم عن التفجير الذي قدرته هيئة المساحة الجيولوجية الأمريكية بمقدار 6.3 درجة، قالوا إنه يمثل دليلا قويا بما يكفي للإشارة إلى أن تلك الدولة المنعزلة إما طورت القنبلة الهيدروجينية أو اقتربت بشدة من تحقيق ذلك الهدف. وقال مسؤولون كوريون جنوبيون ويابانيون إن التفجير كان أقوى عشر مرات من الاختبار النووي الخامس الذي أجري قبل عام. وقدرت هيئة نورسار النرويجية لمراقبة الزلازل أن قوة التفجير بلغت 120 كيلوطنا أي أقوى بكثير من القنبلة التي ألقيت على مدينة هيروشيما وبلغت قوتها 15 كيلوطنا والقنبلة التي ألقيت على ناكاساكي وبلغت قوتها 20 كيلوطنا في نهاية الحرب العالمية الثانية.+ هل تغيرت المعادلة؟ وقال كوني ي. سوه أستاذ الهندسة النووية في جامعة سول الوطنية إن هذه القوة تعادل "ما يمكن للجميع أن يقول إنه اختبار لقنبلة هيدروجينية". وأضاف "كوريا الشمالية أكدت نفسها فعليا كدولة نووية. وهذا لا يغير قواعد اللعبة فحسب بل ينهي اللعبة". وقالت لاسينا زيربو الأمينة التنفيذية لمنظمة حظر الاختبارات النووية "الخواص الفيزيائية للحدث الذي نتحدث عنه اليوم تشير فيما يبدو إلى حدث أكبر بكثير مما حدث عام 2016 وما قبله". وتقول كوريا الشمالية إن صواريخها البالستية العابرة للقارات التي اختبرتها مرتين في يوليو/ تموز يمكنها الوصول إلى بعض الأماكن في أراضي الولايات المتحدة بالقارة الأمريكية. لكن الخبراء يقولون إنها ربما تكون قد بلغت هذا المدى لأن الصاروخ كان يحمل رأسا أخف من الرأس النووي الذي أصبحت كوريا قادرة على إنتاجه. كذلك فإن بيونغ يانغ لم تثبت حتى الآن أن الرأس النووي الذي ستقوم بتحميله على الصاروخ بعيد المدى يمكنه أن يتحمل العودة لدخول الغلاف الجوي للأرض. ويعد تطوير القنبلة الهيدروجينية أمرا أساسيا لتركيب رأس حربي أخف وزنا لأنه سيتيح قدرة تفجيرية أكبر بكثير مقارنة بالحجم والوزن. وقال ديفيد أولبرايت عالم الفيزياء ومؤسس معهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن وهو مؤسسة غير ربحية "الوصول إلى هذه القوة العالية يتطلب على الأرجح مادة نووية حرارية في القنبلة". وأضاف "وهذا يبين أن تصميمهم، أيا كان التصميم الفعلي، قد حقق قوة قادرة على تدمير مدن حديثة". ومع ذلك فقد شكك أولبرايت فيما أعلنته كوريا الشمالية من أنها صممت قنبلة نووية حرارية ذات مرحلتين فعليا. فرانس 24/ رويترز نشرت في : 04/09/2017
مشاركة :