طرح الكاتب البلجيكي دريو غودفريدي في أحدث مقالاته حيثيات عن علاقات فرنسا مع قطر التي تصنفها الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب، دولة راعية للإرهاب وداعماً نشطاً للجماعات والتنظيمات الإرهابية مثل «الإخوان المسلمين» وتنظيم «القاعدة». وتابع غودفريدي أن تصنيف دولة قطر في قائمة الدول الراعية للإرهاب أتى ليس فقط من قادة الحكومات الغربية، بل من السعودية، مهد الإيمان الإسلامي، ومن أنظمة مسلمة أخرى في المنطقة. ويتساءل خلال مقاله المنشور في جورنال مؤسسة الرأي الأمريكي «غايتسون انستيتوت»، عما إذا كانت قيادات سياسية وطنية باعت فرنسا بتاريخها العظيم لدولة تدعم الإرهاب ومنظماته.ويقول الكاتب إنه بعد أربعين عاماً من التجربة الاشتراكية باتت الدولة تعاني شحاً في السيولة، ويضيف: إنه مع وجود سياسيين ذوي قابلية للفساد فإن ثغرة تكون قد انفتحت لدخول الأموال القطرية الملوثة.وأوضح مقال غودفريدي أن الصحافة البريطانية وليست الفرنسية، كشفت في الرابع من أغسطس/آب الماضي، تحقيقات للقضاء الفرنسي في حدثين أولهما إهداء كأس العالم 2022 لقطر وشراء شركة الديار القطرية للاستثمار العقاري حصة في فيوليا الفرنسية التي تعمل في مجال إمدادات المياه وإدارة النفايات والطاقة وخدمات النقل. ومع أنّ التحقيقات لا تدين حتى الآن الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، إلا أنه لا يزال قيد التدقيق لأنّ الأدلة هائلة في هذا المجال.ويبحث المحققون الفرنسيون الآن في لقاء عُقد بين ساركوزي وميشال بلاتيني، الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ومسؤولين قطريين في 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2010 أي قبل 10 أيّام على التصويت. وتشير المعلومات إلى أنّ بلاتيني كان ضدّ منح قطر استضافة كأس العالم لكنّ ساركوزي طلب منه بإلحاح أن يغيّر موقفه قائلاً: «إنّهم أناس طيّبون».ويضيف الكاتب أنّ قطر الناشطة لسنوات في دعم الإرهاب، والتي حرارتها هي من بين الأعلى على الكوكب والتي لا تتمتّع بتاريخ مهم في كرة القدم، أعطيت امتياز استضافة كأس العالم. وهذا مصدر تساؤل بالنسبة للكثيرين. ويشير إلى أنّ الصفقة أبرمت بعدما وافقت قطر على شراء فريق باريس سان جيرمان، بمساعدة المالك السابق للنادي والصديق المقرب لساركوزي والذي لما أمكن للعقد أن يتحقق بدون رضاه وموافقته.ويتهم الكاتب مجموعة من السياسيين الفرنسيين ليس فقط بالسماح لدولة متهمة بدعم الإرهاب بالاستثمار في فرنسا ولكن إغراؤها بشكل مكثف كي تستثمر في بعض من أضخم الشركات الفرنسية مثل أيرباص، فيوليا، المجموعة الأوروبية للفضاء والدفاع، مجموعة الطاقة إي دي أف، شركة الإعمار فينشي، ومجموعة الدفاع والإعلام لاغاردير. وذلك وسط اتّهامات بشأن دفع قطر رشاوى ضخمة لمسؤولين فرنسيين رفيعي المستوى.وحول شركة فيوليا يقول المقال انه في أبريل/نيسان 2010، اشترت الديار القطرية 5% من أسهم الشركة، بحيث يتعقب المحققون 182 مليون يورو يشتبه بدفعها لرشوة مسؤولين فرنسيين. كما ينظر المحققون في رابط محتمل بين العمليتين: قطر تستثمر في الشركة الفرنسية مقابل دعم باريس لاستضافة الدوحة كأس العالم. وينقل الكاتب عن فئة هامة في الطبقة السياسية الفرنسية بأنها تعتبر سفارة قطر في باريس آلة صراف آلي كما أظهر ذلك الصحفيان الفرنسيان كريستيان شينو وجورج مالبرونو. ويقول المقال إن قطر، استفادت من تخفيضات ضريبية في فرنسا على أرباح مبيع العقارات، بفضل قرار ساركوزي. ونتيجة لهذا، بات للعائلة الحاكمة في قطر وصندوقها السيادي أصول ضخمة في فرنسا. وقالت العضو في مجلس الشيوخ الفرنسي ناتالي غوليه سنة 2013: «عجزنا دمّر حريتنا. القطريّون هنا للشراء، بينما نبيع نحن مجوهرات عائلاتنا». وهذا ما فعلوه حقاً، يوضح الكاتب.ويقول الكاتب إن جماعة «الإخوان» تحت مظلة الحماية القطرية اخترقت فرنسا كثيراً، ووصلت إلى عمق نسيج المؤسسات السياسية الفرنسية بشكل أعمق ممّا هو الوضع عليه في بريطانيا التي يمكن للمرء أن يجد فيها قوى مناهضة لهم. ويخلص الكاتب إلى أن الفرنسيين قد لا يحتاجون لانتظار نتائج التحقيق كي يعلموا أنّ فرنسا، خصوصاً لا حصراً، تحت رعاية نيكولا ساركوزي، تمّ شراؤها حرفيّاً من قبل دولة راعية للإرهاب، قطر.
مشاركة :