الخرطوم- عادل صديق: دعا أستاذ القانون الدولي بكلية القانون بجامعة الخرطوم الفريق شرطة العادل عاجب يعقوب، إلى حل الأزمة الخليجية عبر الحوار الدبلوماسي والسياسي في إطار المنظومة الخليجية. وقال الفريق العادل لـ ( الراية ) إن الحل السلمي عبر المحادثات الرسمية أو غير الرسمية بين أطراف الأزمة لا مفر منه عاجلاً أو آجلاً، وأردف بالقول « كلما كان ذلك أسرع فإن ذلك يجنب الجميع التداعيات السياسية والاجتماعية والأخلاقية والإنسانية التي تترتب على هذه الأزمة، وأضاف إن من بوادر حسن النية لحل الأزمة، ألا يدخل إليها أي طرف بشروط مسبقة، فإن ذلك يؤخر حلّ الأزمة ويواصل بالقول « بعد مضي هذه الفترة منذ بداية الأزمة جرت الكثير من التطورات، وهذا كفيل بأن يدفع الأطراف لحل الأزمة دون إبطاء أو تأخير، ولفت إلى ضرورة بدء حوار ومشاورات بين أطراف الأزمة على مستوي دبلوماسي رفيع تسهم في بلورة مواقف جديدة تتيح لقادة دول الأزمة النظر في حلول ومعالجات تستند إلى خلاصات هذه المشاورات، ولفت إلى أن شعوب المنطقة تنظر بقلق شديد لهذه الأزمة وتداعياتها، فهي شعوب متداخلة تجمعها أواصر وروابط ثقافية واجتماعية ودينية يزعجها هذا الوضع، كما أنها تنتظر أخباراً سارة بأن تعود الأوضاع في الخليج إلى وضعها الطبيعي، ودعا الفريق العاجب إلى أهمية أن تتخذ الدول الأطراف في الأزمة من هذه الأزمة نقطة انطلاق نحو علاقات جديدة تقوم على الاحترام والشفافية وتكامل المصالح، خاصة في ظلّ المتغيرات الراهنة، ويواصل « نحتاج أن تكون دولنا ليست متواصلة فقط، وإنما تحتاج إلى تفاهمات سياسية واقتصادية تواجه تحديات المستقبل، « وقال إن السلاح الوحيد لمواجهة تلك التحديات هو التفاهم والانسجام والعمل العربي المشترك. ووصف سعادة الفريق الوساطة التي تقودها دولة الكويت بأنها إيجابية وجيدة ويمكن إضافة أطراف إسلامية غير عربية للوساطة لا تزيد على خمس دول، لافتاً إلى إمكانية أن يلعب السودان دوراً كبيراً في حل الأزمة نظراً لدوره الريادي في تسوية الخلافات التي حدثت سابقاً، وقال العاجب «إن حل الأزمة ليس مستعصياً فإنها قابلة للحل في إطار مواثيق دول مجلس التعاون الخليجي، وميثاق الأمم المتحدة، ويواصل « فى كل الاحوال فان اتباع وسائل الحل هي المطروحة في منابر كل هذه المؤسسات، وهذا يقتضي أن ندخل في الحل السلمي دون شروط مسبقة، وأشار إلى حالة الاستقطاب المتواصلة التي تشهدها المنطقة جراء الأزمة الخليجية في وقت يبحث الجميع عن مصالحهم، مضيفاً إن الأزمة قاتلة ومؤذية للمجتمع العربي المسلم الذي يحتاج أن يكون متحداً قوياً في ظروف دولية معقدة. وقال إن أزمة الخليج بحساب الزمن منذ بداياتها فإنها قصيرة ولكن بحساب التكلفة فإنها طويلة وشاقة، ويواصل « نحتاج أن نقدم درساً عميقاً للمجتمع الدولي أننا كمسلمين قادرون على تسوية خلافاتنا بسرعة، وبإنصاف وعدالة، وأننا مؤهلون أن نفعل ذلك دون تدخل من الآخرين، «وأشار إلى أن كل النزاعات والتوترات الدولية الطويلة الأمد حلت بأحد طرق حل النزاع المعروفة والتي جاءت بصورة واضحة في ميثاق الأمم المتحدة (الفصل 6)، أما حلها قضائياً أو بالتحكيم - المفاوضة - التوفيق ثم الحل الدبلوماسي. ويواصل « نحن في عالم نحتاج فيه إلى الحفاظ على مصالحنا واحترام مصالح الغير، وعالم لا يقبل نزاعاً أو صراعاً لأن الخسارة مؤكدة، وأن المكاسب محددة، وأن تكلفة ذلك باهظة ومكلفة وتظل آثارها مستمرة لكل الأطراف، لافتاً إلى أن الحرب المباشرة أصبح ليس فيها منتصر أو مهزوم بصورة مطلقة، فالجميع يخسرون لأن كل طرف قادر أن يؤذي الطرف الآخر.
مشاركة :