هاجم الدكتور عبدالله النجار أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر وعميد كلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر، الخطاب الديني الحالي، مشيرًا إلى أنه خطاب إنشائي وتقليدي وجامد، يركز على جانب ويهمل جوانب أخرى، يقف عند ظواهر النصوص من دون محاولة التفكر والتأمل وبالتالي لا يجد طريقًا للوصول والتواصل بنجاح مع الأفراد. جاء ذلك في محاضرة ألقاها الدكتور النجار مؤخرًا بالإسكندرية حول «حاجتنا لتجديد الخطاب الديني في ظل التحديات المعاصرة»، أكد فيها أن الخطاب الديني المتجدّد أصبح ضرورة للإسهام بفاعلية في الحوار مع الآخر، لافتًا إلى أن الإخلاص وحده غير كاف لأداء وظيفة الدعوة بل يلزم معه العلم والإحاطة بواقع الناس وحاجاتهم، وأكد على أهمية مقاومة المواطن المصري للتطرّف بما يحمله من تديّن وعلاقة صحيحة تربطه بالله عزوجل، وليس فى حاجة لأحد أن يعلمه الطريق لله. وعن العلاقة بين الخطاب الديني والهوية، أوضح الدكتور النجار أن تلك العلاقة تؤكدها المواقف العملية، مشيرًا إلى أن العلاقة بين الخطاب الديني والهوية تثور مع ضعف الشرعية والمنطق، لافتًا إلى أن الخطاب الديني وتجديده، ليس عملا عشوائيًا ارتجاليًا، وإنما برنامج فكري شامل متكامل، يسبقه أهداف وخطط وأساليب وإستراتيجيات ومتطلبات مادية وبشرية تشمل الفرد الداعية ومؤسسات الدعوة ومؤسسات المجتمع كافة، وقد أتفق العلماء على موقف الخطاب الديني من قضايا أربع هي الدولة والديمقراطية والحداثة والمواطنة. ووصف العلاقة بين الخطاب الدينى والهوية بالموضوع الخطير، وقال إنه يعنى بفكرتين كبيرتين الأولى هي إخراج الخطاب الديني من صيغته المطلقة وهو الطريق لخلق مواطن يؤمن بالتعايش على ارض واحدة. وأكد أن الأحداث والقضايا المعاصرة والمتسارعة، وكذلك التغيّرات والتحوّلات العالمية، تدعونا لتجديد الخطاب الديني، ليتماشى مع عوامل الزمان والمكان، مستلهمًا ومستشهدًا بالتعاليم والمبادئ والقيم الدينية، ولفت إلى أن الإسلام دين متكامل لا يحق لأحد أن يعيد بناءه.
مشاركة :