دان مجلس حكماء المسلمين بشدة استمرار الاعتداءات والمجازر الوحشية ضد مسلمي الروهينغا في ميانمار جراء العمليات التي ينفذها الجيش البورمي في إقليم أراكان والتي أسفرت عن مقتل وتشريد عشرات الآلاف من المواطنين المسلمين في الإقليم. وقال المجلس في بيان أمس إنه سعى بالتعاون مع الأزهر الشريف إلى المساهمة في إنهاء مأساة المواطنين الروهينغا من خلال التواصل مع ممثلين عن مختلف أطياف المجتمع الميانماري والاجتماع بهم في مؤتمر للسلام في القاهرة والتواصل مع الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة في القضية والحرص على القيام بوساطة محايدة وغير منحازة والابتعاد عن الأحكام المسبقة، مشيراً إلى أنه دعا حينها إلى ضرورة الوقف العاجل لكل مظاهر العنف وإراقة الدماء حتى يتسنى المضي في الخطوات المؤدية إلى تحقيق السلام المنشود في البلاد وهو ما لم يتم حتى الآن. وأكد المجلس أن السلطات في ميانمار تضرب عرض الحائط بكل جهود التسوية من خلال إصرارها على الاستمرار في سياسة العنف والتطهير العرقي ضد المواطنين المسلمين وهو ما يضع على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية التصدي لهذه السياسة التي تنتهجها سلطات ميانمار التي تخرق بهذه الممارسات كل مواثيق حقوق الإنسان وجميع الأعراف والقوانين الدولية. ودعا مجلس حكماء المسلمين الأمم المتحدة ومجلس الأمن والقوى والهيئات الدولية والإقليمية الفاعلة إلى اتخاذ قرارات عاجلة لوقف المأساة الإنسانية الدائرة على مسمع ومرأى من العالم كله. وأكد أن مأساة الروهينغا ستظل وصمة عار على جبين الإنسانية وإعلاناً بموت ضميرها ما لم تعمل على إنهائها. من جهة أخرى أعلنت الأمم المتحدة أن 87 ألف شخص معظمهم من الروهينغا هربوا من أعمال العنف في راخين المجاورة تمكنوا من العبور إلى بنغلادش في حين ينتظر عشرون ألفاً آخرين العبور، مع اشتداد الانتقادات الدولية لحائزة جائزة نوبل أونغ سان سو تشي التي تدير شؤون بورما. وأعلن مكتب التنسيق التابع للأمم المتحدة أن 87 ألفاً من هذه الأقلية المسلمة المضطهدة وغير المعترف بها في بورما، حيث الأكثرية بوذية، وصلوا إلى بنغلاديش منذ اندلاع جولة العنف الأخيرة في 25 أغسطس. وأثار تدفق اللاجئين مخاوف من اتساع الأزمة الإنسانية إذ تكافح منظمات الإغاثة لتقديم العون للقادمين الجديد ومعظمهم من النساء والأطفال. وأعربت الخارجية الباكستانية عن قلقها لتزايد عدد القتلى والتشريد القسري للسكان الروهينغا داعية السلطات في ميانمار للتحقيق في تقارير تشير إلى وقوع مذابح وتهجير. وطالب الخارجية الباكستانية في بيان أمس بمحاسبة المسؤولين المتورطين في اضطهاد الروهينغا واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية حقوقهم. بينما تجمع عشرات الإندونيسيين خارج سفارة ميانمار أمس للاحتجاج على العنف الذي تمارسه ميانمار ضد الروهينغا. ورفع نحو مئة متظاهر وأغلبهم من النساء من أفراد الروهينغا، لافتات تصف قوات ميانمار بالإرهابيين وتطالب الجيوش المسلمة باتخاذ موقف لإنقاذ أفراد الروهينغا. أما ملاله يوسفزي أصغر فائزة بجائزة نوبل للسلام، فقد دعت أونج سان سو كي الحاصلة على الجائزة نفسها إلى إدانة المعاملة «المخزية» التي تلقاها أقلية الروهينغا قائلة إن «العالم ينتظر منها» أن تتحدث.
مشاركة :